تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 321

۲۲.قال : ومن أَتقن الأخبار المأثورة وغريبها وعجيبها ومن المصون المكنون في أعداد الأئمّة وأسمائهم من طريق العامة مرفوعاً وهو خبر الجارود ابن المنذر۱وأخباره عن قسّ بن ساعدة۲:قال : ومن أَتقن الأخبار المأثورة وغريبها وعجيبها ومن المصون المكنون في أعداد الأئمّة وأسمائهم من طريق العامة مرفوعاً وهو خبر الجارود ابن المنذر ۳ وأخباره عن قسّ بن ساعدة ۴ :
ما حدّثنا به أبو جعفر ، محمّد بن لاحق بن سابق بن قرين الانباري ، قال : حدّثني جدي أبو النصر سابق بن قرين ، في سنة ثمان وسبعين ومائتين بالأنبار في دارنا ، قال : حدّثني أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ، قال : حدّثني أبي ، عن الشرقي بن القطامي ، عن نمير بن وعله المري ۵ قال : حدّثني الجارود بن المنذر العبدي ۶ وكان نصرانياً فأسلم عام الحديبية ، وحسن إسلامه وكان قارئاً للكتب ، عالماً بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر ، بصيراً بالفلسفة والطب ، ذا رأي أصيل ووجه جميل ، أنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطاب قال : وفدت على رسول الله صلّى الله عليه و آله في رجال من بني ۷ عبدالقيس ذوي أحلام وأسنان وفصاحة وسماحة وبيان وحجة وبرهان ، فلما بصروا به صلّى الله عليه و آله راعهم منظره ومحضره ، وأفحموا عن بيانهم واعترتهم العرواء في أبدانهم ، فقال زعيم القوم لي : دونك من أقمت بنا أقمهُ فما نستطيع أن نكلمه ، فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه وقلت : السلام عليك يا نبي الله بأبي أنت وأمي ، ثمّ أنشأت أقول :

يا نبيّ الهدى أتتك رجال-قطعت قردداً۸وآلا فآلا
جابت البيد والمهامه حتّى-غالها من طوى السرى ما غالا
قطعت دونك الصحاصح تهوي-لا تعدّ الكلال فيك كلالا
كلّ دهناء۹تقصر الطرف عنها-أرقلتها قلاصنا إرقالا
وطوتها العتاق تجمح فيها-بكماةٍ مثل النجوم تلالا
ثمّ لما رأتك أحسن مرأىً-أفحمت عنك هيبة وجلالا
تتقي شرّ بأس يومٍ عصيب -هائل أوجل القلوب وهالا
ونداء بمحشر النّاس طراً-وحساباً لمن تمادى ضلالا
نحو نور من الإله وبرها-نٍ وبرّ ونعمة لن تنالا
وأمان منه لدى الحشر والنشر-إذ الخلق لايُطيق سؤالا
فلك الحوض والشفاعة والكو-ثر والفضل إذ ينصّ السؤالا
خصّك الله يابن آمنة الخير-إذا ما تلت سجالٌ سجالا
أنبأ الأولون باسمك فينا-وبأسماء بعده تتلالا
قال : فأقبل عليَّ رسولُ الله صلّى الله عليه و آله بصفحة وجهه المبارك شمتُ منه ضياء لامعاً ساطعاً كوميض البرق ، فقال : «يا جارود لقد تأخّر بك وبقومك الموعد» وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومي ، فلم آته وأتيته في عام الحديبية .
فقلت : يا رسول الله ! بنفسي أنت ما كان إبطائي عنك إلا أن جلّة ۱۰ قومي أبطأوا عن إجابتي ، حتّى ساقها الله إليك لما أرادها به من الخير لديك ، فأما مَنْ تأخّر فحظه فات منك عنه ، ذلك أعظم حوبة وأكثر عقوبة ، ولو كانوا ممن سمع بك أو رآك لما تخلّفوا عنك ، فإن برهان الحقّ في مشهدك ومحتدك ، وقد كنتُ على دين النصرانية قبل أتيتي إليك الأولى ، فها أنا تاركه بين يديك إذ ذلك مما يعظم الأجر

1.كذا في الأصل ، وهو : الجارود بن المعلى ، ويقال : ابن عمرو بن المعلى ، وقيل الجارود بن العلاء العبدي أبو المنذر ، ويقال : اسمه بشر بن حنش ، ولقب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل . انظر الاصابة : ۱/۴۴۱ رقم ۱۰۴۳ .

2.علّق في (ط) : روى هذا الحديث الكراجكي في كنز الفوائد ، عن القاضي بن أحمد البغدادي .

3.الجرح والتعديل : ۸/۴۹۸ رقم ۲۲۷۸ .

4.سبق وان اشرنا إلى الاختلاف في اسمه .

5.أضاف في (ج) هنا : «كنن» .

6.كذا في الهامش وفي الأصل : «فدفداً» .

7.في هامش (ج) دهياء .

8.في (ط) : حائله (بدل جلّة) كذا بدون نقط .

الصفحه من 343