وقوله: «خمّر طينة آدم بيده أربعين صباحاً».
وقوله: «وضع يده أو كفّه على كتفي». وقوله: «حتّى وجدتُ برد أنامله على كتفي».
إلى غير ذلك، أجروها على ما يُتعارف في صفات الأجسام، وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبيّ(ع)، وأكثرها مقتبسة من اليهود، فإنّ التشبيه فيهم طباعٌ.
حتّى قالوا: اشتكت عيناه، فعادته الملائكة.
وبكى على طوفان نوح حتّى رمدت عيناه.
وإنّ العرش ليئطّ من تحته كأطيط الرحل الجديد.
وأنّه ليفضل من كلّ جانب أربع أصابع.
وروى المشبّهة عن النبيّ(ص) أنّه قال: «لقيني ربّي فصافحني وكافحني، ووضع يده بين كتفيّ حتّى وجدتُ بَرْدَ أنامله» ۱ .
هذا ما ذكروه عن صفات الذات، وقد تجاوزوا ذلك إلى صفات الأفعال فقالوا: إنّها - كذلك - قديمةٌ أزليّة.
فكون صفات الأفعال قديمةً، استحقّها اللّه في القدم، كصفات الذات، أصل عند الحنابلة ۲ .
وعلى أثر التزامهم الباطل بالظواهر، ومواجهتهم للنقد اللاذع من كلّ مَنْ مُنح نعمة العقل، التجأوا إلى تحريم المتابعة والسؤال عن «كيف يمكن الالتزام باللفظ فقط مع فراغه عن المعنى المعقول؟»
فقالوا بالبلكفة، مصدر مصنوع من قولهم: «بلا كيف» أي لا تقولوا: «كيف؟».
1.الملل والنحل، للشهرستاني (۱ / ۱۰۵ - ۱۰۶) ونقل قسماً منه في كشاف اصطلاحات الفنون (ص ۱۵۴۶) وانظر بهجة الآمال، للعلياري (۱ / ۱۱۵)
2.ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب (۱ / ۱۴۱)