الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 21

الشريف والسنّة الشريفة، موجباً للاعتقاد بأنّه «زعيم مدرسة المدينة الحديثيّة، التي وَضَعَ سلفه من الأئمّة أُسسها السلفيّة، حتّى غالى البعض واعتبره الأصل لكلّ المذاهب السلفيّة» ۱ .
ففي هذا، مع عدم التمييز بين المعارف الاُصوليّة، وبين الأحكام التشريعيّة، في مدى الاعتماد على الحديث فيهما، وطريقة الاستناد إليه فيهما بين التعبّد والتقيّد بالنصّ في حدود التفريع والتفسير، وبين الاسترشاد بالأدلّة المنقولة والانفتاح على مؤدّاها والاقتناع بها.
وهذا ليس الأئمّة المعصومون - قبل الإمام الصادق وبعده، وحتّى الإمام نفسه- هم البادئين به، بل هو المنهج الذي جاء به الرسول(ص) في الوحي المعجز، وغير المعجز، وعليه صحابته الكرام والتابعون، الذين لم يلجأوا إلى الاجتهاد في مقابل النصّ.
فمع هذا، ففي ذلك التغافلُ عن واقع الطريقة السلفيّة الحشوية بالتزام التقليد في أصول الدين، ومنع البحث والنظر والكلام فيها، ممّا هو معلوم الفساد والبطلان في فكر الشيعة تبعاً للأئمّة المعصومين(ع).
وقد صرّح أعلام الإمامية الكبار، بوجوب النظر في المعارف الأصولية وأخذها بالدليل الموصل إلى العلم واليقين، وعدم جواز اعتماد طريقة «التقليد» الظنّية في المعرفة بها.
قال الشهيد الأوّل: ويجب معرفة اللّه تعالى، وصفاته الثبوتية والسلبية وعدله وحكمته، ونبوّة نبيّنا محمّد صلوات اللّه عليه وآله، وإمامة الأئمّة، والإقرار بكلّ ما جاء به النبيّ صلوات اللّه عليه وآله من أحوال المعاد، بالدليل لا بالتقليد ۲ .

1.الفكر السلفي، للجابري (ص ۸۹)

2.الرسالة الألفية والمطبوع مع شرحه للكركي في رسائل الكركي (۱ / ۸۰)

الصفحه من 72