الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 41

وتعلّقوا بالآيات المتشابهة، وتركوا أن يتأوّلوها على ما يوافق دليل العقل والآيات المحكمة في كتاب اللّه تعالى.
قال: ثمّ حدث قوم من المشبّهة زعموا أنّ اللّه تعالى جسم، وأنّه على صورة الإنسان، ورووا فيه خَبَراً وهو أنّ اللّه تعالى خَلَقَ آدم على صورته.
ورووا عنه(ع) أنّه قال: رأيت ربّي بصورة شابّ أمرد جَعْد قطط.
وقال بعضهم: هو نور من الأنوار، لقوله تعالى: (اللّهُ نُورُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ) وتعلّقوا بالآيات المتشابهة، وهو قوله تعالى: (الرّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) إلى ما شاكله ۱ .
ولو تجاوزنا هذه النقول التي قد يعتبرها البعض نقولاً من الخصوم، فلنقرأ ما أورده خبراء الملل والنحل.
فنقل الشهرستاني: عن جماعة من أصحاب الحديث الحشوية، صرّحوا بالتشبيه، مثل: مضر، وكهمس، وأحمد الهجيمي وغيرهم من الحشوية، قالوا: معبودهم على صورةٍ ذات أعضاء وأبعاض إمّا روحانية وإمّا جسمانية، ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكّن.
وحكى محمّد بن عيسى: أنّهم أجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة، وأنّ المسلمين المخلصين يُعانقونه في الدّنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حدّ الإخلاص والاتّحاد المحض.
وحكى الكعبي عن بعضهم: أنّه كان يجوّز الرؤية في دار الدّنيا، وأنّه يزوره ويزورهم.
وحكى عن داود الجواربي: أنّه قال: اعفوني عن الفرج واللحية، واسألوني عمّا وراء ذلك!

1.فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبّار (ص ۱۴۹)

الصفحه من 72