الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 42

وقال: إنّ معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يدٍ ورِجْلٍ ورأسٍ ولسانٍ وعينين واُذنين، ومع ذلك جسمٌ لا كالأجسام، ولحم لا كاللحوم، ودمٌ لا كالدماء، وكذلك سائر الصفات، وهو لإ؛ه ه ا يشبه شيئاً من المخلوقات، ولا يشبهه شي ءٌ.
وحكي عنه أنّه قال: هو أجوف من أعلاه إلى صدره، مصمّت ما سوى ذلك، وأنّ له وَفْرَةٌ سوداء، وله شعر قطط.
وأمّا ما ورد في التنزيل من: الاستواء، والوجه، واليدين، والجنب، والمجي ء، والإتيان، والفوقية، وغير ذلك، فأجْروها على ظاهرها، أعني: ما يُفهم عند الإطلاق على الأجسام.
وكذلك ما ورد في الأخبار من: الصورة وغيرها، في قوله عليه الصلاة والسلام: خَلقَ آدم على صورة الرحمن.
وقوله: حتّى يضع الجبّار قدمه في النار.
وقوله: قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن.
وقوله: خَمّرَ طينة آدم بيده أربعين صباحاً.
وقوله: وضع يده أو كفّه على كتفي.
وقوله: حتّى وجدت بَرْدَ أنامله على كتفي.
إلى غير ذلك، أجْرَوها على ما يُتعارف في صفات الأجسام.
وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام، وأكثرها مقتبسة من اليهود، فإنّ التشبيه فيهم طباع، حتّى قالوا: اشتكتْ عيناهُ فعادتْهُ الملائكة، وبكى على طوفان نوح حتّى رَمَدتْ عيناه، وأنّ العرش ليئطّ من تحته كأطيط الرحل الجديد، وأنّه ليفضل من كلّ جانب أربع أصابع.
وروى المشبّهُ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه قال: لقيني ربّي فصافحني

الصفحه من 72