الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 43

وكافحني ووضع يده بين كتفيّ حتّى وجدتُ بَرْدَ أنامله ۱ .
وهذه جلود منفوخة من كُبرائهم نقلت عنهم كلماتٌ واضحة من ذلك:
قيل لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له: كيف نعرف ربّنا عزّوجلّ؟! قال: في السماء السابعة، على عرشه يُحدّ.
فقال أحمد: هكذا هو عندنا ۲ .
وعن عبداللّه بن خليفة، قال: قال رسول اللّه(ص): الكرسيّ الذي يجلس عليه الربّ ما يفضل منه إلّا قدر أربع أصابع، وإنّ له أطيطا كأطيط الرحل الجديد.
قال أبو بكر بن أبي مسلم العابد: إنّه الموضع الذي يفضل لمحمّد(ص) ليجلسه عليه ۳ .
والبربهاري - وهو من سفلة الحشوية - لم يكن يجلسُ مجلساً إلّا ويذكر فيه: إنّ اللّه عزّوجلّ يُقْعد محمّداً(ص) معه على العرش ۴ .
وابن تيميّة يُكابر في البحث، فبدلاً من أنْ يُطالب المجسّم على إثبات كلمة «جسم» وإطلاقه على الباري تعالى.
فيقول: وليس في كتاب اللّه ولا سنّة رسوله، ولا قول أحدٍ من سلف الاُمّة وأئمّتها أنّه «ليس بجسم» وأنّ صفاته «ليست أجساماً» وأعراضاً ۵ .
متغافلاً عن أنّ الإثبات هو الذي يحتاج إلى الدليل، وأمّا النفي والعدم فهو منتف بالأصل، مضافاً إلى أنّ منع العقل من كونه «جسما»، كاف في منع إطلاقه - كما يفهم منه - عليه، حتّى يجي ء إثباته في دليلٍ، ولو خبر مروي على مبناهم الزائف.

1.الملل والنحل، للشهرستاني (۱ / ۱۰۵)

2.طبقات الحنابلة، لأبي يعلى (۱ / ۲۶۷)

3.طبقات الحنابلة (۲ / ۶۷)

4.طبقات الحنابلة (۲ / ۴۳)

5.التأسيس، لابن تيمية (۱ / ۱۰۱)

الصفحه من 72