الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 44

هكذا يقلب ابن تيمية الموازين، والحجج، ليروّج باطله.
والدليل على عناده: أنّه مدح واحداً من أشهر دُعاة الحشوية المجسّمة وهو الدارمي عثمان بن سعيد، فقال: أحدُ الأئمّة المشاهير في زمن البخاري ۱ .
ولقد أبدى تلميذه الوفي محمّد بن عبد الهادي الحنبلي الدمشقي (704 - 744ه) الذي قال عنه ابن كثير الشامي: كان مستقيماً على طريقة السلف واتباع السنّة ۲ فإنّه زاد على كلّ الحشوية مسألة تقشعر منها الأبدان، فقد ذكر الخلاف في مسألة النزول، وأضاف: «هل يخلو العرش من الرحمن؟! عند نزوله في ثلث الليل، أو لا؟!» ۳ .
وقد ردّ عليه الإمام ابن الصدّيق الغُماري المغربي فقال: وهذا ممّا لا ينبغي أن يذكره في كتابٍ إلّا بليدٌ لا يفقه، ولا يدري ما يخرج من رأسه.
وأين يوجد عن السلف هذا التشبيه؟! حتّى يُبنى عليه الخلاف في «خلوّ العرش» أو عدم خلوّه؟!
وهذا ممّا ينتقده أهل العلم على كثير من بُلداء أهل الحديث كما هو معلوم ۴ .
فحق قول الطغراني في (تراكيب الأدوار): الحشوية الطغام، المظلمة الأذهان، الكليلة الأفهام ۵ .
ولقد بلغت الوقاحة بهم أنّهم لم يتأبّوا من أن يُقال فيهم أنّهم «مجسّمة» فاسمع ابن القيّم يقول:
إنّ إثبات ما دلّ عليه العقل والنقل من صفات اللّه عزّوجلّ وحقائق أسمائه

1.تاريخ الجهمية والمعتزلة (ص ۶۱)

2.تاريخ البداية والنهاية وفيات عام ۷۴۴

3.ذكر هذه الخرافة في الصارم المُكنّى في الرد على السبكي (ص ۲۳۰) ط عقيل اليماني

4.التهاني في التعقّب على الصنعاني (ص ۴۲) ولاحظ مقدّمتنا لشفاء السقام (ص ۴۴)

5.روح المعاني للآلوسي (۲۰ / ۱۲۰)

الصفحه من 72