الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 47

تقولون: «الكيف مجهول» بل تمنعون عن السؤال عنه وفهمه، فتقولون: «والسؤال بدعة»؟
إذنْ، فأيّ شي ء ثبت لكم بالعقل؟ وما هو معقولكم من الصفة الإلهية التي ثبتت!؟ فأيّ شي ء تثبتون؟
فالإثبات الذي تلتزمونه هو ادّعاء مجرّد عن كلّ معقول ومدلول، بينما الألفاظ إنّما توضع للدلالة على معانيها الموضوعة، حتّى تكون «مستعملة» وإلّا كانت «مهملة» لخلوّها عن المعاني الموضوعة لها.
فها أنتم تثبتون «لفظاً» بلا معنى؟ فهل هذا إثبات أم تعطيل وإهمال؟!
نعم، هو التعطيل الواقعي للصفة، وإزالة معنى الصفة واقعاً! حتّى لو كان تظاهراً بإثبات لفظ «الاسم» الخالي عن المعنى! لكن هذا الإثبات خالٍ عن أيّ تصوّر عقليّ، وعن أيّ مدلولٍ لغويّ، فما هو الملتزم العقيديّ لكم؟
نعم هو مجرّد محاولة لفظية وتكرار باللسان.
بينما الأمر يرتبط بالاعتقاد، وعقد القلب، وليس عبارةً لفظيةً بالإجراء على اللسان كبقيّة الأذكار.
فاللازم على قولكم إخراج البحث عنها من باب العقائد، وإدراجها في بحث الأذكار اللفظية.
ومهما كان، فإنّ ارتباط الحشوية بالحنابلة، وتداخلهما أمرٌ لم ينكره الحنابلة أنفسهم قال بعضهم: ومن الأصحاب على هذا، وأثبت العلم بوجود صفاتٍ زائدةٍ على ما أثبتناه، وذلك مثل البقاء، والوجه، واليدين، ومن الحشوية مَنْ زاد على ذلك حتّى أثبت له نوراً وجنباً وقدماً، والاستواء على العرش، والنزول إلى سماء الدّنيا ۱ .
وقد أدّى

1.غاية المرام (۱ / ۱۳۵)

الصفحه من 72