الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 48

مذهبهم في تعطيل العقل، ومسلكهم في نفي التأويل عن الظواهر، إلى الالتزام بالجسم للبارئ، ومستلزمات الجسمية، وقد قالوا في هذا الباب مقالاتٍ تقشعرّ منه جلود الذين آمنوا.
نقل ابن أبي الحديد عن ابن الهيصم في كتابه «المقالات»: أنّ أكثر الحشوية تجيز عليه تعالى: العَدْوَ والهرولة ۱ .
وقال الغزالي: أمّا الحشوية فإنّهم لم يتمكّنوا من فهم «موجود لا في جهة» فأثبتوا الجهة، حتّى لزمتهم - بالضرورة - الجسميّة والتقدير والاتصاف بصفات الحدوث ۲ .
وممّن غالى وفضّع في إيراد هذه السخافات منهم:
ابن كلّاب، عبداللّه بن سعيد بن محمّد بن كلّاب، القطّان البصري:
قال ابن النديم: هو من نابتة الحشوية ۳ .
وعلّق عليه ابن حجر: يريد ممن يكون على طريقة السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلّقة بالصفات، ويقال لهم: «المفوّضة» وعلى طريقته مشى الأشعري في كتاب «الإبانة» ۴ .
وقد عدّ النديم - أيضاً - من النابتة الحشوية: الأشعري، علي بن إسماعيل بن أبي بشر البصري ۵ .
مع أنّ السلفية المتأخّرة لم يرتضوا «الأشعري» أن يكون منهم.
قال الإمام الكوثري: الحنابلة لا يترجمونه - الأشعري - في طبقاتهم، ولا

1.شرح نهج البلاغة (۳ / ۲۳۰)

2.الاقتصاد في الاعتقاد (ص ۳۵)

3.الفهرست للنديم (ص ۲۳۰)

4.لسان الميزان ( )

5.الفهرست للنديم (ص ۲۳۱)

الصفحه من 72