الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 52

ثمّ إنّ الالتزام بالظاهر، يؤدّي بالنتيجة إلى ما يقوله الحشوية من التشبيه، وإليك ما ذكره الشهرستاني من أقوالهم:
قال: وأمّا مشبّهة الحشوية:
فحكى الأشعري عن محمّد بن عيسى أنّه حكى عن مضر، وكهمس، وأحمد الهجيمي، أنّهم أجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة، وأنّ المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة، إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حدّ الإخلاص والاتحاد المحض.
وحكى الكعبي عن بعضهم: أنّه كان يجوّز الرؤية في دار الدّنيا، وأن يزوره ويزورهم.
وحكى عن داود الجواربي، أنّه قال: أعفوني من الفرج واللحية! واسألوني عمّا وراء ذلك (فإنّ في الأخبار ما يثبت ذلك) ۱ .
وقال: إنّ معبوده جسم ولحم ودم، وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعينين واُذنين.
وحكي عنه أنّه قال: هو أجوف من أعلاه إلى صدره، مصمت ما سوى ذلك، وأنّ له وفرة سوداء، وله شعر قطط.
وأمّا ما ورد في التنزيل من الاستواء والوجه واليدين والجنب والمجي ء والإتيان والفوقيّة وغير ذلك، فأجروها على ظاهرها، أعني ما يُفهم عند الإطلاق على الأجسام، وكذلك ما ورد في الأخبار من الصورة وغيرها في:
قوله(ع): «خلق آدم على صورة الرحمن».
وقوله: «حتى يضع الجبّار قدمه في النار».
وقوله: «قلب المؤمن بين اصبعين من أصابع الرحمن».

1.ما بين القوسين اُضيف في (ص ۱۸۷) من المصدر

الصفحه من 72