الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 55

روى عن حبان بن هلال - وهو ثقة - حديث: «إنّ اللّه خلق الفرس فأجراها، فعرقت، ثمّ خلق نفسه منها» ۱ .
ومن غريب أمرهم جرحهم لأهل التوحيد والتنزيه عند نفيهم لهذا ونحوه، كما سيأتي.
اسمع إلى الذهبي يقول: إنكار الحدّ، وإثبات الحدّ: من فضول الكلام، والسكوت عن الطرفين أولى، إذ لم يأت نصّ بنفي ذلك ولا إثباته، واللّه تعالى ليس كمثله شي ء.
فمتى أثبته قال له خصمه: جَعَلْت للّه حدّاً برأيك، ولا نصّ معك بالحدّ، والمحدود مخلوق، تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً.
وقال المثبتُ للحدّ، للنافي: ساويتَ ربّك بالشي ء المعدوم، إذ المعدوم لاحدّله.
فمن نزّه اللّه وسكت، سَلِمَ وتابع السَلَف ۲ .
وتعقّبه الحافظ ابن حجر، فقال: قوله: «قال له النافي: «ساويت ربّك بالشي ء المعدوم إذ المعدوم لا حدّ له» نازلٌ، فإنّا لا نسلّم أنّ القول بعدم الحدّ يُفضي إلى مساواته بالمعدوم، بعد تحقّقه ووجوده ۳ .
لكنّ الذهبي وإخوانه الحشوية لا يفهمون موجوداً لا في جهة، فكلّ موجود عندهم ملازمٌ للجهة والحدّ، ولا يتصوّرون «الموجود المجرّد» بينما هم يَدْعون إلى «اللفظ المجرّد عن المعنى» بالتزام الظواهر في الصفات الخبرية.
وهكذا، هم متحيّرون في ما يريدون، بين الإثبات والنفي، ولذا نجد كلماتهم

1.الكامل في الضعفاء (۶ / ۲۲۹۳)

2.ميزان الاعتدال (۳ / ۵۷)

3.لسان الميزان (۵ / ۱۱۴)

الصفحه من 72