الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 56

غير مفهومة، تارة يصرّحون بالحدّ والجهة والتجسيم، وتارةً ينفونها ولكنّهم يصرّون على الإثبات!
ومن قبيح تصرّفاتهم أنّهم يعترضون على الآخرين، بما يزيد لهم الفضيحة ويكشف عن عدم الفهم لما يخرج من أفواههم.
قال أحمد: صحّ الأمر على أبي ثور: مَنْ قال: «إنّ اللّه خلق آدم على صورة آدم» فهو جهميّ، وأيّ صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟! ۱ بينما الجواب على الحقّ من قِدَم العلم: واضح، فاللّهُ تعالى عالم بصورة آدم قبل أن يخلقه.
وعلى أصل الحنابلة من «قِدَم صفات الأفعال» أوضح، فإنّ لازمه قدم الخلق.
ومن ذلك تعدّيهم على مخالفيهم بالجَرْح والقدح الرجالي، ممّا سبّب فوات أعداد كبيرة من الحديث الشريف، وخسران تلك الثروة الهائلة من الوحي النبوي، فانظر إلى هذه الترجمة:
قال الذهبي والسبكي - واللفظ للثاني -: اعلم أنّ أبا إسماعيل، عبداللّه بن محمّد الهروي، الذي تسمّيه المجسّمة «شيخ الإسلام»: سألت يحيى بن عمّار، عن ابن حبّان، قلت: رأيته؟
قال: وكيف لم أره! ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علمٌ كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحدّ للّه، فأخرجناه من سجستان! ۲ وعقّب السبكي: فياليت شعري من أحقّ بالإخراج؟ مَنْ يجعل ربّه محدوداً؟ أو من ينزّههُ عن الجسميّة؟

1.طبقات الحنابلة (۱ / ۳۰۹)

2.طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (۳ / ۱۳۲)

الصفحه من 72