الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 57

وأضاف السبكي: انظر ما أجهل هذا الجارح! وليت شعري مَنْ المجروح؟ مثبت الحدّ للّه، أو نافيه؟
وقد قال الحافظ العلائي: ياللّه العجب؟ مَنْ أحقّ بالإخراج والتبديع وقلّة الدين؟ ۱ .
لكن ابن حجر يقول: الحقّ أنّ الحقّ مع ابن حبّان! ۲ .
وكذلك تعدّيهم على عموم المعتزلة، لقولهم بالتنزيه، ونفيهم عن اللّه تعالى التجسيم وشوابه التشبيه:
قال القاسمي: بقي التنبيه على النصفة مع مجتهدي فرق الإسلام، ومجافاة التضليل عن كلّ من التزم قانون التأويل، فنقول:
قد وقر في قلوب كثير من الناس رمي أمثال المعتزلة بالمروق والضلال والزيغ، تقليداً لمن ينبزهم بذلك من حشوية المتفيقهين. وهذا من أغرب الغريب!
إذ كيف يصحّ هذا، وكان القائمون بمذهب المعتزلة خلفاء الإسلام في العهد العبّاسي، وقضاتهم، وعدّة من علمائهم؟
وهم يحتّجون لما يدعون، ويُبرهنون على ما يذهبون؟ ۳ وكذلك هجومهم العنيف على علماء مذهب أهل البيت(ع) وشيعتهم بل على الشيعة كافّةً، بأنواع التُهم والافتراءات، لعدم فهم الحشوية آراءهم وكلماتهم تارةً، أو لنسبة الباطل إليهم زوراً وكذباً، تارةً اُخرى!
ومن ذلك ما نسبوه إلى «هشام بن الحكم» من الترّهات التي هي مقولات صرّح بها أسلافهم الحشوية بكلّ وقاحة ۴ .

1.لسان الميزان (۵ / ۱۱۴)

2.المصدر السابق، نفس الموضع

3.تاريخ الجهمية (ص ۱۰۳)

4.ولنا بحث مفصّل حوله بعنوان «مقولة جسم لا كالأجسام» نشر في مجلّة (تراثنا) العدد ۱۹

الصفحه من 72