الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 59

معرفة الحشوية وفكرها، أو في مجال معرفة خلطها وسفهها فإنّ الذخيرة التراثية، من أوثق الطرق لمعرفة تاريخ الحشويّة، نشأةً وتأريخاً وفكراً، وقد خلّد الحشوية أنفسهم ذلك في كتب، كما كتب معارضوهم كُتباً في الردّ عليهم.
ونحن لم نتصدّ لاستيعاب ذلك، إلّا أنّا وقفنا خلال بحثنا لتنظيم هذه الأوراق، على مفردات من الأسماء، لا بأس بعرضها هنا.
فأشهر كتاب للحشوية هو المسمّى ب كتاب (التوحيد) لابن خزيمة وهو من أهمّ كتب السلفية، وممّا يهتمّ به السلفيّون قديماً وحديثاً لاحتوائه على أهمّ ما يروّجون له من الآراء والأفكار.
قال العلّامة السيّد حسن السقاف الأردني: ابن خزيمة في كتابه «التوحيد» الذي ندم على تأليفه أخيراً، كما روى ذلك عنه الحافظ البيهقي في «الأسماء والصفات» ۱ .
وكتاب «التوحيد» لابن خزيمة، يسمّيه الفخر الرازي في تفسيره بكتاب «الشرك» ۲ لما أتى به فيه من مستشنعات، وللّه في خلقه شؤون.
وقد طَبَعَ كتابَ ابن خزيمة هذا الحشويّةُ كراتٍ ومرّاتٍ، ووزّعوه مجّاناً، ليروّجوا به عقائدهم الفاسدة ۳ .
وممّا نقل عنه فيه عنوانه للأبواب التالية:
باب إثبات اليد.
باب إمساك السماوات على أصابعه.
باب إثبات الرِجل، ومن غريب ما أثبته فيه قوله: «وإن رُغمت أنوف المعتزلة!». ثمّ قال: قال اللّه: (ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها).

1.الأسماء والصفات، للبيهقي (ص ۲۶۷ - ۲۶۹)

2.التفسير الكبير (۱۴ / ۱۵۱)

3.دفع شبه التشبيه، لابن الجوزي (ص ۱۱۴)

الصفحه من 72