ومنهم: الإمام الكبير الزاهد أبو بكر، محمّد بن عبد المؤمن تقيّ الدين الحِصْني الدمشقي الشافعي (752 - 829ه).
أخذ العلم عن جماعة من أهل عصره، وبرع، وقصده الطلبة، وصنّف التصانيف، كشرح التنبيه في خمس مجلّدات في الفقه الشافعي.
وقال الزركلي: فقيه ورع من أهل دمشق.
حطّ على ابن تيميّة وبالغ في ذلك، وتلقّى ذلك عنه الطلبة بدمشق. له كتاب: «دفع شُبَهِ مَن شَبّهَ وتمرّدَ، ونسب ذلك إلى الإمام أحمد» طبع بتعليق الإمام العلّامة محمّد زاهد بن حسن الكوثري في دار إحياء الكتاب العربي - القاهرة 1350.
وقد حقّقناه، وطبع بتحقيقنا عام 1418ه باسم «دفع الشبه عن الرسول(ص) والرسالة».
ومن الرادّين على الحشويّة:
السيّد الحسين بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي الحسيني العلوي، الشافعي المعروف بالأهدل، ولد حدود سنة (779) وقرأ على الزيلعي وغيره، وبرع في عدّة علوم، وصنّف على البخاري شرحاًانتقاه من الكرماني مع زيادة باسم«مفتاح القاري لجامع البخاري»، وله: اللمعة المقنعة في ذكر الفرق المبتدعة، والرسائل المرضيّة في نصر مذهب الأشعرية، وبيان فساد مذهب الحشوية، وشرح الأسماء الحسنى.
وهو شيخ عصره بلا مدافع، دارت عليه الفتيا، ورحل إليه الناس للتدريس، وهو من مشاهير علماء اليمن المبرزين في علمي المعقول والمنقول. استقرّ بأبيات حسين، ومات بها تاسع شهر المحرّم سنة (855) ودفن بها ۱ .
وتعدّ دراستنا هذه أحدث كتاب عن الحشوية، وأوسع ما كتب عنها بشكل مستقلّ، نسأل اللّه التوفيق للحقّ والصواب والإتمام وحسن المآب.
1.البدر الطالع، للشوكاني (۱ / ۲۱۸)