الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 67

لكنّهم - هم - يتّهمون أنبياء اللّه ورسله، وينسبون إليهم القبائح من صغائر الذنوب وكبائرها.
نقل ابن أبي الحديد ما نصّه: والعجب من الحشوية وأصحاب الحديث: إذ يُجادلون على معاصي الأنبياء، ويُثبتون أنّهم عصوا اللّه تعالى، وينكرون على مَن يُنكر ذلك، ويطعنون فيه، ويقولون: «قَدَريّ، معتزليّ» وربّما قالوا: «ملحد» «مخالف لنصّ الكتاب».
وقد رأينا منهم الواحد، والمائة، والألف، يجادل في هذا الباب:
فتارةً يقولون: إنّ يوسف قعد - من امرأة العزيز - مقعد الرجل من المرأة.
وتارةً يقولون: إنّ داود قتل أوريا، لينكح امرأته.
وتارةً يقولون: إنّ رسول اللّه(ص) كان كافراً ضالّاً قبل النبوّة.
فأمّا قدحهم في آدم(ع) وإثباتهم معصيته، ومناظرتهم من ينكر ذلك فهو دأبهم وديدنهم ۱ .
ومع هذا الموقف السيّ ء من أنبياء اللّه ورسله؛ فإذا تكلّم واحد في عمرو بن العاص أو في معاوية، وأمثالهما، ونسبهم إلى المعصية وفعل القبيح، احْمرّت وجوههم، وطالت أعناقهم، وتخازرت أعينهم، وقالوا: «رافضيّ» «يسبّ الصحابة ويشتم السلف» ۲ .
وأضاف: وكيف يجوز أن نحكم حكماً جزماً: «أنّ كلّ واحد من الصحابة عدلٌ، ومن جملة الصحابة: الحكم بن أبي العاص، وكفاك به عدوّاً مبغضاً لرسول اللّه(ص).
ومن الصحابة: الوليد بن عقبة، الفاسق بنصّ الكتاب.

1.شرح نهج البلاغة (۲۰ / ۳۲)

2.المصدر (۲۰ / ۳۳)

الصفحه من 72