الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 9

1 - الالتزام بالتقليد في أصول العقائد:

التقليد في اللغة: مأخوذ من قلادة البعير وغيره، فإنّ العرب تقول: «قلّدت البعير» إذا جعلت في عنقه حبلاً يُقاد به.
فكأنّ المقلّد يجعل أمره كلّه لمن يقودُه، حيث شاء القائد، من دون أن يعرف المقلّدُ مسيره أو مصيره.
ولذلك اشترط العقلاء والعلماء في ما يجب ويلزم فيه التقليد أن يقلّد الأحزمُ والأعرَفُ.

وقلّدوا أمركم للّهِ دَرّكم
ثَبْتَ الجنان بأمر الحربِ مُضطلعا

كما قال جمهور العقلاء والعلماء بأنّ التقليد ليس طريقاً للعلم ولا موصلاً إليه، فلا يجوزُ التزامه فيما شأنه العلم وشرطه اليقين من أُصول الدين وفروعه، وغيرها من فروع المعرفة وشعب العلم.
لكنّ الحشويّة خالفوا في هذا.
قال القرطبيّ: التقليدُ ليس طريقاً للعلم ولا موصلاً له، لا في الأصول ولا في الفروع، وهو قول جمهور العقلاء والعلماء، خلافاً لما يُحكى عن جُهّال الحَشْويّة، والثعلبية ۱ ، من: «أنّه طريقٌ إلى معرفة الحقّ» و«أنّ ذلك هو الواجب» و«أنّ النظر والبحث حرامٌ» ۲ .
وقد اعتمدوا في كلّ عقائدهم - كما في الأحكام الفرعية - على تقليد نقَلَة الأخبار، ولم يفرّقوا بين ما تجب فيه المعرفة بطريق العلم، وبين ما يكتفى فيه بالتعبّد

1.كذا في المصدر، وسيأتي في نصّ قادم: «التعليمية» وأظنّ الثاني صواباً، فليلاحظ

2.الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (ج ۲ ص ۲۱۲) ذيل الآية (۱۷۰) من سورة البقرة

الصفحه من 72