شمائل الرسول المصطفي(ص) في التراث الإماميّ - الصفحه 185

في سوءٍ استنقذتني منه أبداً» قال: فانصرفتْ أمّ سلمة تبكي حتّى انصرف رسول اللّه(ص) لبكائِها، فقال لها: ما يُبْكيكِ يا أمّ سلمة؟ فقالت: بأبي أنت وأمّي يارسولَ اللّه، ولِمَ لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من اللّه، قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، تسأله أن لا يُشْمِتَ بك عدوّاً أبداً، وأن لا يردّك في سوءٍ استنقذك منه أبداً، وأن لا ينزع منك صالحَ ما أعطاك أبداً، وأن لا يَكِلَكَ إلى نفسك طَرْفَة عين أبداً؟ فقال: يا أمّ سلمة، وما يُؤَمّنُني؟ وإنّما وكل اللّه يونسَ بن مَتّى إلى نفسه طَرْفَة عينٍ وكان منه ما كان - رواه القمّي في (تفسيره) ۱ .

۴۳۶.وعن إسماعيل بن موسى بن جعفرٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب(ع):أنّ رسول اللّه(ص) رخّص في البكاء عند المصيبة، وقال: النفس مصابَة، والعين دامعة، والعهد قريبٌ، وقولوا ما أرضى اللّه، ولا تقولوا الهُجْر - رواه ابن الأشعث في (الجعفريّات) ۲ .

۴۳۷.وبالإسناد عن عليّ(ع) قال:بينما رسولُ اللّه(ص) جالسٌ ونحن حولَه إذ أرسلت ابنةٌ له تقول: إنّ ابني في السّوْق، فإن رأيتَ أن تأتيني، فقال رسول اللّه(ص) للرسول: انْطَلِقَ إليها فأعْلِمها أنّ للّه تعالى ما أعطى ، وللّه ما أخذ (كُلّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنّمَا تُوَفّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا إِلّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
ثمّ ردّت القولَ فقالت: هو أطيب لنفسي أن تأتيني، فأقبل رسولُ اللّه(ص) ونحن معه، فانتهى إلى الصبيّ وإنّ نفسه لتُقَعْقِعُ بين جَنْبَيْه كأنّها في شنّ، فبكى رسول اللّه(ص) وانْتَحَبَ، فقلنا: يارسول اللّه، تبكي وتنهانا عن البكاء؟ فقال: لم أَنْهَكُمْ عن البكاء، ولكن نهيتكم عن النّوْح، وإنّما هذه رحمة يجعلها اللّه في قلب من

1.تفسير القمّي: ۲ / ۴۹

2.غرر الحكم : ج ۱ ص ۳۹۷ ح ۱۵۳۸ .

الصفحه من 204