أبوطالب عمّ الرسول المصطفي (ص) مؤمن بني هاشم - الصفحه 9

لذلك حديثَ الضَّحضاح ، ونَظَموه في سِلْك المسلّمات الصحاح .
ولَعَمْر اللَّه إنّهم ما فعلوا ذلك إلّا تحامُلاً على وَلده أمير المؤمنين ، ومحاولةً لإخمال سيّد الوصيّين صلوات اللَّه وسلامه عليه ۱( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) .
فَسنَحَ لي أن أتكلّم على هذا الحديث بما يُظهر من علله القوادح ، ويُبين ما فيه من الأمور الفَوادح ، فجمعتُ هذا الجُزءَ (الوضّاح ، لاختلاق حديث الضَّحْضاح) عسى اللَّه أن ينفع به عبادَه الذين يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنَه ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، لا ربَّ غيرُه ، ولا خَيْرَ إلّا خيرُه .
ثمّ اعلم أنّ هذا الحديث قد رَوَوْهُ عن العبّاس بن عبد المطّلب ، وأبي سعيدٍ الخُدريّ ، وجابر بن عبداللَّه الأنصاريّ ، والنُّعمان بن بَشيرٍ ، وابن عبّاسٍ ، وأبي هُريرة ؛ مرفوعاً .
ورواه عُبيد بن عُمير بن قَتادة اللّيثيّ الجُنْدَعيّ ، والشَّعبيّ ، ويزيد الرقاشيّ ؛ مُرسلاً ۲
.

1.وللَّه دَرُّ العلّامة الأوردباديّ رحمه اللَّه إذ يقول : وصَفْو القول إنّ أبا عليٍّ له الدين الأصيل ولا براح ولكن لابنه نَصَبوا عِداءاً وما عن حيدرٍ فضلٌ يُزاح فنالُوا من أبيه وما المعالي لكلّ مُحاوِلٍ قصداً تُباح وضَوْء البدر أبلَجُ لا يُوارى وإن يَكُ حولَه كَثُر النِّباح (وهبني قلت : إنّ الصبحَ ليلٌ) فهل يخفى لذي العين الصباحُ؟ فَدَعْ بِمَتاهة التضليل قوماً بِمُرْتَبَك الهوى لَهُمُ التياح (الغدير : ۷/۴۰۵)

2.وذكر الإمام شمس الدين فخّار بن مَعَدٍّ العلويّ الموسويّ رحمه اللَّه تعالى في كتاب (الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب) ۸۷ - ۱۰۳ : أنّ حديث الضَّحضاح رواه المُغِيرة بن شعبة ، وهو رجلٌ ظنين في حقّ بني هاشمٍ ، متَّهمٌ فيما يرويه عنهم ، لأنّه معروف بعداوتهم ، مشهورٌ ببغضه لهم ، والانحراف عنهم . ثمّ حكى قصّة زنائه بأمّ جميلٍ بالبصرة ، وقال : فكيف يجوز اعتقاد ما يرويه المُغيرة وهذه صفته ، ويُترك ما اتّفق عليه أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وشيعتهم الذين هم أهل الرواية ومَظانّ الدراية (انتهى )

الصفحه من 50