ثمّ رفع يديه يدعو .
قال المنذر بن الجارود :
فتسمّعتُ له وهو يستعيذُ باللَّه من شرّ البصرة ومَنْ فيها ، ويسألُ اللَّه تعالى خيرها وخيرَ مَنْ فيها ، وقال :
«اللّهمَّ أصْلِحْ قُلوبَ هؤلاء القومِ ، فإنْ أَبَوا فانصُرني عليهم ، برحمتك ياأرحم الراحمين» .
أقول : هذا الحديث يشبه بعض ما جاء في كتاب «وقعة الجمل» تأليف محمّد ابن زكريا بن دينار الغلّابي البصري (ت 298ه) ۱ لكنّه يحتوي على معلوماتٍ تُغايرها ، وهي أقربُ إلى ما أثبته المسعوديّ في مروج الذهب ۲ .
ولا يُعترض علينا : أنّ إيراد هذا الحديث بطوله ، خارجٌ عن مهمّة التحقيق ، ولا ربط له بموضوع الكتاب المحقَّق ، فلماذا يتوقّع من المحقّق أنْ يورده ؟!
لأنّانقول : نحن لم نتوقّع منه ذلك ، بل نُحاسبه على إيراده صورة الصفحة المحتوية على هذا الحديث ، دون الصفحات الأولى والأخيرة من متن الكتاب ، وأمّا إذا أثبت هذه الصفحة فكان عليه أن يوضّح محتواها للقرّاء حتّى يستفيدوا .
وأمّا إثباتنا لهذا النصّ ، فإنّا نراه خيراً من ذلك الكلام الطويل العريض الذي أثبته المحقّق ، وحشاه بالاتّهام والقذف على الوزير الجليل الشيعيّ محمّد بن العلقميّ رضوان اللَّه عليه ، جرياً وراء أصحاب الأحقاد من النواصب الأوغاد ، وقَصْعاً منه لِجِرَّتِهم!
وبعدُ ، فلنرجع إلى صلب موضوعنا ، وهو ما نلاحظه في عمل المحقّق في الكتاب .
1.وقد حقّقه الشيخ محمّد حسن آل يس ، وطبعه في بغداد - مطبعة المعارف ۱۳۹۰ه
2.مروج الذهب ومعادن الجوهر (۲ / ۳۶۸) من طبعة محيي الدين