تحقيق التراث: من أين؟ و إلي أين؟ - الصفحه 272

المفروض أنّ النسخة هي الصورة المطابقة لما وضعه المؤلِّف؛ إمّا بيده مُباشرةً ، أو بخطّ ناسخ كتبه عن نسخة المؤلِّف ، أو ما قُرئ على المؤلِّف ، أو كتب عن سماعٍ منه ، أو صُحّح من قِبَلِهِ وأجازه ، أو قُوبِلَ على نسخةٍ كذلك ، كما هو مفصّل في علم الدراية ، وعلم تحقيق الكتب .
والعاملُ في كتاب «النجاة» اعتمد - كما سبق - على نسختين ذكرهما في مقدّمته (ص 34) هكذا :
ج - اعتمدنا في تحقيقه على نسختين ، مخطوطتين :
إحداهما : نسخة مكتبة الإمام الرضاعليه السلام في مشهد ، رمزنا لها ب (ضا) .
وقد جاء في نهايتها هكذا : «بقلم أضعف العباد إلى رحمة ربّه الغني الجواد : يوسف بن محمّد بن إبراهيم المثاني أعانه اللَّه على طاعته وجعله حجّةً له لا عليه ، وذلك ضحى يوم الثلاثاء ، السابع عشر من شهر اللَّه المبارك ذو الحجّة ، أواخر سنة اثنتين وخمسين وثمان مائة ، وصلّى اللَّه على سيّدنا محمّد وصحبه وسلّم وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل . تمّ» .
وثانيتهما : نسخة مكتبة خاصّة للسيّد محمّد علي الروضاتي في أصفهان ، ورمزنا لها ب (عا) .
ثمّ أورد صورة للصفحة الأولى من نسخة (عا) .
وبعدها أورد صورة الصفحة الأولى من نسخة (ضا) .
(لاحظ : النجاة في يوم القيامة الصفحات 34 - 36) .
نقول :
أوّلاً : إنّ حديثه عن النُسختين ، ليس فيه التعريف الكامل بهما ، وبما أنّ معرفة النسخ المعتمدة لها الأهمّية الكبيرة في نتيجة العمل ، ومسيره ، لأنّ النسخ - كما ذكرنا - عماد التحقيق وأسُّه وأساسُه ، فنحن نقوم بما يجب معرفته عن هاتين

الصفحه من 306