فإنْ كان يعرف ، فلماذا لم يذكر عنها شيئاً ؟ بَدَلاً عمّا سوّد به صفحات مقدّمته بالاتّهام للوزير الجليل ابن العلقمي رحمه الله ؟!
وإن لم يكن يعرف عنها شيئاً ، فلماذا أثبت صورتها ؟ وهي تملأ عين القارئ ، وقد توجب عنده التساؤل كما حصل لنا ؟
ولكن هذه الصفحة مهمّة جدّاً ، لأنّها تحتوي ، مضافاً إلى عُنوان كتاب «النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة» تصنيف الشيخ الإمام العالم العلّامة ميثم بن عليّ البحراني ، ضاعف اللَّه ثوابه ورفع درجته إلى أعلى عليّين بمحمّد وآله الطاهرين» .
M1811_T2_File_5026908
فقد جاء في هذه الصفحة حديثٌ قيّم عن «وقعة الجمل» برواية فريدةٍ ، ولأهمّيتها ، ولتكميل الإفادة للقُرّاء الأعزّاء؛ نوردها هنا :
حدّث الحسن بن عبداللَّه القطّان - وكانَ من أهل الحديث ، عن أبي موسى الأشعري ، عن معن بن عيسى ، عن المنذر بن الجارود ، قال :
لمّا قَدِمَ عليٌ عليه السلام إلى البصرة ، دَخَلَ ممّا يلي بابَ الظَفَر ، فخرجنا ننظرُ العسكر .
فكان أوّلَ مَنْ طَلَعَ علينا منه ، فارسٌ ، على مقدّمته ، طويلُ القامة ، تكادُ رِجْلاه تخُطّانِ الأرضَ ، أشْتَرُ العين ، وَخَطَهُ الشَيْبُ ، عليه ثيابٌ بِيْضٌ ، فوقَها دِرْعٌ ومِغْفَرٌ ، وبيده رُمْحٌ في أعلاه عَذَبَةٌ بيضاءُ ، في أَلْفٍ من الناس .
فسألنا عنه ؟ فقيل : مالكٌ الأشْتَرُ .