موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) أحدث مجموعة حديثيّة - الصفحه 313

الإيمان والعيش بسلام في ظلّ الإسلام ، بدأوا يُضمرون الحقدَ والعداءَ الدفين في قلوبهم السوداء ، فاتّخذوا النفاقَ وليجةً ، واعتمدوه أُسلوباً ووسيلة لتفريغ حقدهم على هذا الدين وأهله .
وإذا يئسوا من أن يتغلّبوا عسكرياً؛ فهم لم يعجزهم أن يتسلّلوا للوصول إلى أهدافهم ، ولم يفوّتوا أدنى فُرصةٍ للتخريب والعرقلة ما أمكنتهم الظروف ، إلّا أنّ اللَّه ورسوله والمؤمنين ، كانوا لهم بالمِرصاد ، فكانتْ محاولاتُهم تفشلُ أمام عظمة الإسلام ورسوخ الإيمان في قلوب المخلصين .
لم يجدْ اُولئك الكفّارُ - الذين أصبحوا اليومَ مُنافقين !- بُدّاً من السعي في ضرب مصادر هذا الدين لصدّ انتشاره و بلوغ تعاليمه للآخرين .
فأعلنواالحرب الفكريّة والثقافيّة بالتصدّي لمصادر المعرفة الإسلامية ، ولم يمكنهم فعلُ الكثير؛ ما دامَ الرسول صلى الله عليه وآله ساهراً على الحفاظ على تلك المصادر ، وهو الصادع بنشرها ، وما دامتْ لم تَطَلْها يدُ التحريف ، فكانتْ تسيرُ مسارَ النور في الفضاء ، ولم يقفْ أمام انتشارها شي ءٌ؛ وهي لامعة نقيّة بيضاء ، وما دام الرسولُ يملك أزمّة الاُمور بكلّ ما يملك من قدسيّةٍ ، وقوّةِ شخصيةٍ ، ونفوذ كلمةٍ ، وسلطةٍ دينيّةٍ .
فتحرّشوا بالقرآن ، ذلك المنار الرفيع للهداية ، فوجدوا شأوه عالياً لا تناله جهودهم القاصرة ، وألفوه سدّاً منيعاً لا يُنفذ إليه ، إذْ هو الكتابُ الذي لا ريبَ فيه .
وحاولوا الصدّ عن الحديث ، بمنع جامعيه وصرفهم عن حفظه وبثّه وكتابته ، بدعوى : «أنّ الرسول بَشْرٌ يتكلّم في الرضا والغضب» .
قال عبدُاللَّه بن عَمْرو بن العاص : «نهتْني قريشٌ وقالوا : تكتبُ كلّ شي ءٍ تسمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ورسولُ اللَّه بشرٌ يتكلّمُ في الرضا والغضب» .
لكنّ الرسولَ صلى الله عليه وآله ردّ على هذه المزعومة بقوله : «أكتبْ ، فوالذي نفسي بيده ما

الصفحه من 325