موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) أحدث مجموعة حديثيّة - الصفحه 314

خَرَجَ منه إلّا حقٌّ» وأشارَ بيده إلى فيه ۱ .
وهكذا كان ردّ النبيّ حاسماً وواضحاً ، وملوّحاً إلى أنّ هؤلاء المانعين هم الذين شكّكوا من قبلُ في حقّية الرسول ورسالته .
وقد استعمل الرسولُ أُسلوب القَسَمَ للدلالة على اهتمامه بالأمر ، وتصدّيه لهم بكلّ قوّة .
ولكنّهم لم يرتدعوا ، وعادوا مرّةً اُخرى ، وفي اُخريات أيّامه ، فلجأُوا إلى اُسلوبين ماكرين ، للصدّ عن حديث الرسول صلى الله عليه وآله :
أحدهما : اتّهام الرسول بالهُجْر!!؟ وهو مثل ما نسبوا إليه الجنونَ في بداية أمرهم في مكّة ، لمّا قالوا : شاعر مجنون .
وثانيهما : التذرّعُ بالقرآن؛ لضرب الحديث؛ وذلك لمّا وجدوا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ضعفاً في جسمه من أجل ما عرضه من المرض - الذي كان مع الأسف مرض الموت - لمّا طلب منهم الدواة والكتاب :
قالوا : «إنّ الرجل ليهجرْ!» .
وقالوا : «حسبُنا كتابُ اللَّه» .
فكانت هذه المؤامرةُ أخطر عمليّةٍ شرّيرةٍ للصدّ عن الحديث الشريف ومنعه .
وبهذا الاُسلوب الوقح ، الماكر ، المؤلم واجهوا الرسول صلى الله عليه وآله!؟
وبهذه الشدّة في مرض الموت ، في حالةٍ يحتاجُ معها إلى اللطف والرفق .
ثمّ حيثُ واجهوه بنفس التهمة التي واجهوه بها في بداية الدعوة : الاتّهام بالهُجْر .
وأشدّ من كلّ ذلك استخدامهم لاسم القرآن لضرب كلام نبيّ القرآن .

1.رواه أحمد في مسنده (۲/۱۶۲) رقم ۷۰۲۰ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (۱/۵ - ۱۰۶) والدارمي في السنن (۱/۱۲۶) والخطيب في كتبه . ولاحظله تخريجاًواسعاًفي:تدوين السنّةالشريفةللسيّدمحمّدرضاالحسيني الجلالي (ص ۸۹)

الصفحه من 325