موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) أحدث مجموعة حديثيّة - الصفحه 315

ولمّا قضى النبيّ صلى الله عليه وآله نحبَهُ ، وصار إلى ربّه ، قَفَزَ اُولئك المعارضون المانعون للحديث على أريكة الحكم ۱ وتسنّموا الكراسي والمناصب ، وتقنّعوا بأقنعة أئمّة الدين ، وتلبّسوا بثياب اُمراء المؤمنين! وولاة المسلمين ، فبدأوا معارضة الحديث والمنع من كتابته ونقله ونشره مطلقاً ، وبصورةٍ رسميّة ومعلنَة ، مُقْدِمين على ذلك بُعيد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وتدريجيّاً قاموا بحرب إبادةٍ شعواء على الحديث ونُصوصه وكُتُبه ، بالتمزيق والإحراق والإماثة في الماء ، وعلى نقلته ورواته وحملته والمبلّغين له بالمنع إلى حدّ التهديد والتبعيد والسجن ۲ .
وقد انصاعت الاُمّة لضغوط الحكّام ، لكنّ الذين واجهوا تصرّفات الحكّام بالرفض ، ولم يخضعوا لإجراءاتهم؛ كانوا هم خيارُ الصحابة ، وفي طليعتهم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده وأتباعه ، حيث قام الإمامُ - بنفسه - بكتابة الحديث وجمعه ، وأعلن تصريحاتٍ خطيرةً ضدّ المنع والمانعين ، وحثّ الاُمّة على التدوين ، وأشاد بالحديث والمحدّثين ، حتى كان «رائد المعارضين» في هذا المجال .
ولقد التزمَ طريقته أولادُه الأئمّةُ الطاهرون ، وأصحابُه الكرامُ الصالحون .
فقاموا - رغمَ الصُعوبات والمُضايقات - بجمع كتب الحديث وتخليدها ونشرها وبثّها ، مقتدين في ذلك بأهل البيت عليهم السلام فبقيت كنوزُ الحديث الشريف عندهم مذخورةً محفوظةً ، بنصوصها المنقولة بالمباشرة عن الرسول وآله ، من دون أن يعروَها أدنى ضعفٍ في اللفظ أو تغيير في المبنى والمعنى .
واستمرّوا على هذا المنوال متّبعين سنّة الرسول والأئمّة من آله ، حتى كان

1.لقد حذّر الرسول صلى الله عليه وآله الاُمّة عن من يجلس على الأريكة في مستقبل قريب ، ويمنع الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهذا من شواهد النُبوّة ودلائلها ، لاحظ تدوين السنّة (ص ۳۵۶ و۴۸۱)

2.اقرأ طرفاً من أساليب المنع في كتاب «تدوين السنّة الشريفة» (۴۳۱ - ۴۳۷)

الصفحه من 325