موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) أحدث مجموعة حديثيّة - الصفحه 316

الحديثُ المصدرَ المعتمَدَ للعقيدة والشريعة عندنا ، لكونه وحياً؛ وإن لم يكن معجزاً ۱ .
وأمّا المانعون ، فإنّهم بعمليّات الإبادة والتحريف والتمزيق والإماثة في الماء ، قد خسروا الآلاف من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله فلجأوا إلى اعتماد الآراء والاجتهادات التي تتبعُ الأهواء والرغبات ، ومن هنا كان الابتداع والاختلاق في الشريعة وأحكامها ، لفقدان النصوص عندهم ، ولأنّ المنافقين عبثوا في المتبقّى من الحديث الشريف بالتحريف ، والتقطيع ، والوضع للمعارضات ، للتشويه على الأحاديث المتبقاة ، وعدم إمكان الاستفادة منها . بينما الصحابة الأبرار ، والأئمّة من أهل البيت الأطهار والتابعون لهم بإحسان؛ لم يألوا جُهداً في كتابة الحديث وصيانته ، حتّى يبقى الدين ببقائه ، ويستمرّ نورُه مشعّاً متألّقاً بإشعاعه .
وكانت ثمرةُ جُهودهم هذه الذخائرَ العظيمةَ من التراث الحديثي عندنا ، وللَّه الحمدُ والشكرُ .
ولقد اهتمّ العلماءُ - بعد عصر الحضور المباشر للمعصومين عليهم السلام - بجمع شتات تلك المؤلّفات وتنظيمها في مؤلّفاتٍ كبيرةٍ جامعةٍ ، سمّيت «الاُصول الأربعة» وهي :
الكافي ، لأبي جعفر ، محمّد بن يعقوب الكليني الرازي البغدادي (ت 329ه ) جمعه مؤلّفه طوال عشرين عاماً ، ويحتوي على أكثر من (16) ألف حديث ، موزّعة على الكتب والأبواب في أُصول الدين وفروعه .
وتلاه الصدوق في «كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه» والطوسي في كتابيه «الاستبصار» و «تهذيب الأحكام» .
واستمرّت الطائفة على هذا ، حتى دخل القرن الحادي عشر ، فعمد عددٌ من

1.لمعرفة الجهود التي بذلها الأئمّة عليهم السلام وأتباعهم للحفاظ على الحديث وإحيائه ، والتراث الحديثي الموجود ، راجع كتاب «تدوين السنّة الشريفة» القسم الأوّل (ص ۲۷ - ۲۶۰)

الصفحه من 325