الحشويّة الأميريّون - الصفحه 21

ما حمّلتم! ۱ .
2 - ورووا عن أبي ذرّ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «ياأبا ذَرّ ، كيف بك ، إذا كان عليك اُمراء يستأْثرون عليك بالفيى ء؟» .
فقلتُ : إذاً - والذي بعثك بالحقّ - أضرب بسيفي ، حتّى ألحق بك .
قال : «ألا أدلّك على خيرٍ من ذلك ، تصْبر حتّى تلقاني»۲.
فهذا الحديث يدلّ على ما هو المرتكز عند المسلم من وجوب المعارضة وحتّى المقاتلة عند مخالفة الاُمراء وتعدّيهم على الحقوق ، بوضوح ، ولذا لم ينهه النبي صلى الله عليه وآله ولم يحرّم عليه القتال .
وبما أنّ الأمر بيّنٌ، لم يجرُؤوْا على إبطاله ودفعه ، وإنّما لجأوا إلى افتعال الحديث ليهدّؤوا الناس ، بأنّ النبي صلى الله عليه وآله دلّ على الصبر .
لكن الصبر غير جائز ، لو كانت المخالفاتُ تمسُّ الشريعة والدين - حتّى لو جاز أمام الحقوق الشخصية بالتنازل عنها - وحاشا النبيّ صلى الله عليه وآله أن يتغاضى عن حقّ اللَّه والدين ، ويصبر عن المخالفة فيها ، فهذا مخالف لسيرته الشريفة ، ولكلّ ما ورد من أوامر الشريعة ونواهيها .
وتارةً قيّدوا الروايات :
ففي ما رووه عن اُمّ سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله : «يُسْتعمَلُ عليكم اُمراء ، فتعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع!». ل
فقالوا : يارسول اللَّه أفلا نقاتلهم؟!
قال : «لا ، ما صَلَّوْا» ۳ .

1.الشريعة للآجري(۱/ ۸ - ۳۷۹) ح ۶۹، وأخرجه المعلّق عن: صحيح مسلم (۳/۱۴۷۴) ح ۱۸۴۶، وانظر سنن الترمذيّ (۴/۴۸۸) ۲۱۹۸

2.الكنى والأسماء للدولابي (۱ / ۱۳۷)

3.صحيح مسلم -الإمارة- (۴/ ۱۲۸) ح ۶۳ ، وللحديث ألفاظ اُخرى ستأتي (ص )

الصفحه من 88