حالة الظلم ، فكيف لايرون الطاعة في ما هو معصية ؟.
ثمّ إذا كان هذا هو المشهور ، فماذا عن غير المشهور ؟.
ولماذا ادّعيت سابقاً على «أهل السنّة قاطبةً» أنّهم لايرون الطاعة في المعصية ؟ !.
وما هو الرأي غير المشهور ؟ أنّه الخروج ؟ على ماذا ؟
فإن كان على الطاعة فهو غير معقول ولامتصوّر ، ولامنقول، وليس هو المبحوث عنه !.
وإن كان على المعصية : فالمشهور - إذن - لايرون الخروج - يعني إنّهم يطيعون - على المعصية! وهو الظلم .
وهو المنقول عن أحمد :
قال المحقّق الكوثريّ : كان أحمد يمنع عن رواية أحاديث الخروج على ظلمة الولاة ، فقاده ذلك في تغاضي خلفاء بغداد عن الحنابلة مهما عملوا ، بل في تقريبهم ۱ .
ولعلّهم استفادوا هذه الطريقة من أبي حنيفة ، الذي جهد مدّةً في إظهار المعارضة للدولة ، بالإباء عن القضاء لهم ، وبالدعوة إلى معارضيهم العلويّين ، حتّى استمال بذلك العامّة من الناس الّذين يجدون من الولاة والقضاة ظلماً بَواحاً وفسقاً مُعْلَناً ، ومخالفةً صريحةً لكتاب اللَّه والسنّة وأحكامهما ، وحتّى استمال طوائف من الشيعة الزيديّة ، فأخذوا بفقهه ومجّدوه ، وقلّدوه .
ثمّ أعلن ولاءه للسلطات ، وهو عند الناس معذُورٌ! فكسب دعم الدولة ، ولم يخسر ولاءَ الناس .
ونرى أنّ هذا هو السبب في انتشار مذهبه ، بما لايوازيه مذْهبٌ فقهيٌّ آخر .
1.مقدّمة «تبيين كذب المفتري» (ص ۱۷)