الحشويّة الأميريّون - الصفحه 51

ولاريبَ أنّ أهل الشام أقدموا على ما لاتخفى حرمتُه وحقيقة حكمه على أقلّ المسلمين بصيرةً ، فكيف بأهل القرن الأوّل - من خير القرون!!! - وفي الحياة أرتال الصحابة والتابعين ؟.
فاِنْ بلغ الجهل بهم بالدين إلى هذا الحدّ ، فلماذا تعدّهم مسلمين ، وتعدّ آراءهم في أهل السنّة ! وتعتبر عملهم حجّة على من بعدهم ؟.
وأمّا الدليل الثاني :
فأوّلاً : إنّ قبول اللَّه للحسنات وتجاوزه عن السيّئات ليس دخيلاً في ما نبحث عنه من حكم طاعة الولاة الظالمين ؟
فهل تجاوز اللَّه عن السيّئات ؟ يعني صحّة طاعة أهل الشام للولاة مطلقاً ، في الطاعة والمعصية للَّه؟

أهمّ أدلّة الحشويّة :

إنّ ابن تيميّة - والحَشْوِيَّة معه - يعتمدون عُنْصراً يؤكّدون عليه في الاستدلال لرأيهم ، وهو ما ذكره بقوله :
(1) متى كان السعي في عزله مفسدةً أعظم من مفسدة بقائه ، لم يجز الإتيانُ بأعظم الفسادين لدفع أدناهما ، لأنّ القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتالٍ ولا فتنةٍ ، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما .
(2) ولعلّه لايكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان ، إلّا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته .
(3) كما دلّت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبيّ صلى الله عليه وآله .
(4) واللَّه تعالى لم يأمر بقتال كلّ ظالم وكلّ باغٍ ، كيفَما كان ، ولاأَمَرَ بقتال الباغين ابتداءاً ، بل قال : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيى ءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ) (الحجرات : ۹) .

الصفحه من 88