المهاجمين ، حيثُ لم يُشترَط فيه ضمان النصر ، بل يقوم المسلمون بواجبهم ، مع أخذ العُدَّة ، وهم يَطلبون إحدى الحُسْنَيين : إمّا النصر ، أو الشهادة .
فكذا المواجهة للظالمين المتحكّمين باسم الخلافة والولاية على رقاب المسلمين .
وأمّا أنّ الحركات التي خرجت على السلاطين ، لم تنجح !.
فأوّلاً : لم يكن سبب عدم نجاحهم ما تتصوّره من فساد خروجهم ، أي حرمته ، بل إنمّا هو لضعْفهم وقوّة الدولة ، وأهمّ سبب لذلك هو وجود رأي الحَشْوِيَّة هذا الذي يوجب تقاعُس الناس عن معاونة المطالبين للحقّ بين الحركات ، لوجود وعّاظ السلاطين وأعوان الظلمة من الحَشْوِيَّة الذين يُفتون الناس بهوى الاُمراء الظلمة .
وأمّا ما تتصوّره من الفساد ، والفتنة : بقتل مَنْ قُتل من الخارجين !.
فهذا من الجهل المطلق بالإسلام ، فإنّ القتل في سبيل العقيدة ، وفي سبيل القيام بالواجب الشرعيّ ، وبهدف إنقاذ الدين وأهله ، وبقيادة الاُمناء على الشريعة من العلماء والأئمّة ، ليس فساداً ، بل هو عينُ الصلاح ، وهو الفوزُ بالشهادة عند اللَّه ، التي هي أعظمُ البرّ وأعلاه .
وأهمّ فائدةٍ وصلاحٍ في ذلك هو : الدفاعُ عن الإسلام والشريعة الإسلاميّة من أنّ تُوجّه إليها تهمةُ تولية الظالمين ، والسكوت على ظلمهم وفسادهم وفسقهم وفجورهم ، التي ملأوا بها الدنيا ، وسوّدت بها صفحات طويلة عريضة من تاريخهم ۱ .
فإذا وجد الأعداء هذا ، وأرادوا أنّ يتشمّتُوا بالإسلام وبالدين ، ويسخروا من
1.اقرأ جوانب من فسادهم في كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني ، وهو مطبوع ولاحظ ظلمهم في «مقاتل الطالبيين» له