الحشويّة الأميريّون - الصفحه 72

من الصحابة ، والتابعين والصدر الأوّل على الحجّاج : كابن الأشعث ۱ .
وآل البيت الذين خرجوا مثل زيد بن عليّ الشهيد عليه السلام وابنه يحيى .
وعلى بني العبّاس في طول ولايتهم وحكمهم .
ولكن الحَشْوِيَّة - وسيراً وراءَ أهوائهم ، وأهدافهم الأميريّة - لم يألوا جهداً في القدح على مَن خَرج ضدّ ولاة الجور ، ولم يأبهوا بصحبتهم ، ولا بورعهم، ولا بِتقواهم ، بل ولابمعرفتهم بالدين .
وهذا الذي أثار الشوكاني - الذي تمّت عليه الحجّةُ لكونه زيديّاً سابقاً ، وواقفاً على الحقّ ، لكنّه ارتدّ عن الحقّ وتوهّبَ - فقالَ في نهاية ما أورده من أحاديث الحشو ، تلك :
ولكنّه لاينبغي أن يُحَطَّ على مَن خَرَجَ من السَلَف الصالح من العِترة وغيرهم على أئمّة الجور ، فإنّهم فعلوا ذلك باجتهادٍ منهم ، وهم أتقى للَّه ، وأطوع لسنّة رسول اللَّه ، من جماعةٍ ممّن جاء بعدهم من أهل العلم .
ولقد أفرط بعض أهل العلم - كالكراميّة ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب - حتّى حكموا بأنّ الحسين السبط عليه السلام باغٍ على الخِمّير السِكّير الهاتِك لِحُرَم الشريعة المطهّرة يَزيد بن معاوية لعنهما اللَّه .
فياللَّه العجب من مقالات تقشعرُّ منها الجلود ، وينصدع من سماعها كلّ جُلمود ۲ .
أقول: «وعلى نفسها جَنَتْ بَراقِش»: فلولا وقوفك - أيّها الشوكانيّ - وأمثالك ممّن يحمل الأسفار ، ويؤلّف الكتب لنيل الأوطار - إلى جنب هؤلاء الأغمار ، لما تجرّأ اُولئك على هتك الحُرُمات ، كما تجرّأ أولياؤهم على ارتكاب تلك المظلمات .

1.لاحظ شرح النووي على مسلم (۱۲ / ۲۲۹)

2.نيل الأوطار (۷ / ۱ - ۳۶۲)

الصفحه من 88