الحشويّة الأميريّون - الصفحه 73

فلعن اللَّه أوّل ظالم ، وآخر تابع ، وإلى اللَّه المشتكى ، وإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون .
ثمّ اعلم أنّ الإشكال الأساسيّ في المقام هو :
إنّ اللَّه تعالى إنّما فرضَ هذا الدين «الإسلامَ» وصدعَ به الرسول ، وضحّى في سبيل إقامته المخلصون له من الصحابة الكرام ، والتابعين لهم بإحسان ، والأئمّة العظام ، والعلماء والأخيار من المؤمنين .
لأجل إقامة الحقّ والعدل في الأرض ، وتحكيم اُسسهما ، وتطبيق أحكام الإسلام من الاُصول والفروع ، وليقوم الناس بالقسط .
والناسُ إنّما انْضَوَوْا تحت راية الإسلام ، لما يترقّبون فيه من العدل ، والحياة الحُرّة الكريمة ، وفراراً من نار الدنيا التي تعيشها الجاهلية ، ونار الآخرة المعدّة للكفرة والظلمة والفسقة .
وقد جاء في حديث الأنصاري الذي بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله واستعمله على سريّة وأمرهم بالسمع له والطاعة ، فأغضبوه في شي ء ، فقال : «اجمعوا لي حطباً» فجمعوا له ، ثم قال : «أوقدوا ناراً» فأوقدوا ، ثم قال : «ألم يأمركم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنْ تسمعوا لي وتطيعوا؟» قالوا : بلى ، قال : «فادخلوها» .
فنظر بعضهم إلى بعضٍ ، فقالوا : إنّما فررنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من النار!! .
فلمّا رجعوا ، ذكروا ذلك للنبيّ صلى الله عليه وآله ، فقال : «لو دخلوها ما خرجوا منها ، إنّما الطاعة في المعروف» ۱ .
ومَنْ يتولّى الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وآله إنّما يخلُفه ليؤدّي ما يقوم به من اُمور دين الناس ودنياهم ، كما هو تعريف «الإمامة» ۲ .
فكيف يجوز أن يتولّى أمرَ المسلمين والٍ ظالمٌ لايعدل ، وفاسقٌ لايطيع

1.مسلم بشرح النووي (۱۲ / ۲۲۷)

2.لاحظ : جهاد الإمام السجّاد عليه السلام للمؤلّف (ص ۱۷)

الصفحه من 88