1 - منهم «معاوية بن أبي سفيان» :
ففي الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه ! بسنده عن عبدالرحمن بن عبدربّ الكعبة ، قال : دخلت المسجد ، فإذا عبدُاللَّه بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة ، والناسُ مجتمعون عليه ، فأتيتهم ، فجلست إليه ، فقال : كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في سفر ، فنزلنا منزلاً . . . إذ نادى منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «الصلاة جامعة» فاجتمعنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : «إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي ، إلّا كان حقّاً عليه أن يدُلّ اُمّته على خير ما يعلمه لهم ، ويُنذرهم شرّ ما يعلمه لهم ، وإنّ اُمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها، وسيُصيب آخرها بلاءٌ واُمور تُنكرونها ، وتجيى ء فتنةٌ . . . وتجيى ء الفتنة . . . وتجيى ء الفتنة؛ فيقول المؤمنُ: هذه .
فمَن أحبّ أن يُزحزَحَ عن النار ويُدخلَ الجنّة فلتأته منيّتُهُ وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحبُّ أن يُؤتى إليه .
ومَن بايع إماماً فأعطاه صفقةَ يده وثمرةَ قلبه؛ فليُطعه إن استطاع فإنْ جاء آخر يُنازعه فاضربوا عنق الآخر»
فدنوتُ منه ، فقلتُ له : اُنشدك اللَّه ، أنتَ سمعتَ هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله؟.
فأهوى إلى اُذنيه وقلبه بيديه ، وقال : سمعتْهُ اُذناني ووعاه قلبي .
فقلتُ له : هذا ابنُ عمّك معاوية ، يأمُرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، ونقتل أنفسنا ، واللَّه يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) .
قال : فسكتَ ساعةً ، ثمّ قال : أطِعْهُ في طاعة اللَّه ، واعصهِ في معصية اللَّه ۱ .
وبالرغم من أنّ الحديث من الصحيح عند مسلم - ثاني أصحّ كتابين عند
1.صحيح مسلم - طبع صبيح (۶ / ۱۸ - ۱۹) وقد أكّده مسلم بأسانيد بعده