أقول : وهذا التوجيه الأخير ، يفيد :
1 - أنّ القومَ قد خالفوا حكم الرسول صلى الله عليه وآله المسلّم المقطوع الثابت بالأسانيد في نفس الحديث ، وفي الأحاديث المتقدّمة ، من وجوب قتل معاوية الذي نازع الخليفة السابق عليه بالبيعة الصحيحة الحقّة ؟.
فما الذي أسقط هذا الواجب عن الاُمّة ؟!
2 - أنّ معاوية كان يأمرُ بما قال الراوي من أكل المال بالباطل ، وقتل النفس التي حرّم اللَّه ، مخالفاً لصريح القرآن ونصّه !كما سيأتي .
ولكن الحَشْوِيَّة ، أعرضوا عن هذا كلّه ، وهم يعتبرون معاوية أميراً ، بل خليفة خامساً ، بل أمير المؤمنين .
2 - ومنهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط :
هو الفاسق بنصّ القرآن ، حيث نزلت فيه ةيات، منهاقوله تعالى: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)الحجرات (۴۹) : ۶۱ .
عزل عثمان سعد بن أبي الوقّاص من الكوفة ، وولّى الوليد هذا ، فلمّا قدم الوليد قال له سعد : واللَّه ما أدري؟ أكِسْتَ بعدَنا ، أم حمقنا بعدك ؟.
قال الوليد : لاتجزعنّ، أبا إسحاق ، فإنّما هو المُلك ، يتغذّاه قومٌ ، ويتعشّاه آخرون ؟! ۲ . وفي رواية : القوم ملكوا فاستأثروا ۳ .
وإن تعذّر الحشويّة بأنّه كان يصلي، فإليك صلاته :
كان الوليد يشرب مع ندمائه ومغنّيه ، من أوّل الليل إلى الصبح ، فلمّا آذنه
1.لاحظ تفسير ابن كثير(۴ / ۲۰۸) وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (۴/۸)
2.وبألفاظ مختلفة في الاستيعاب بهامش الإصابة (۳/۶۳۳) والأغاني (۴ / ۱۷۶) وشرح النهج لابن أبي الحديد (۴ / ۸)
3.أنساب الأشراف للبلاذري (۵ / ۲۹)