الحشويّة الأميريّون - الصفحه 80

فالذهبيّ - وهو مَنْ هو في التعصّب للاُمراء - قال في حقّ يزيد : وكانَ ناصبيّاً فظّاً ، غليظاً ، جِلْفاً ، يتناول المسكر ، ويفعلُ المنكر ، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس ، ولم يُبارَك في عمره .
وخرج عليه غيرُ واحد بعد الحسين ، كأهل المدينة ، قاموا للَّه .
وكمرداس بن اُميّة الحنظلي البصري ، ونافع بن الأزرق ، وطواف بن معلّى السدوسي ، وابن الزبير بمكّة ۱ .
وقال الذهبي ، عن محمد بن أحمد بن مسمع : سَكَرَ يزيدُ ، فقام يرقص فسقط على رأسه ، فانشقّ وبدا دماغه ۲ .
وعن وقعة الحرّة ، قال ابن حزم :
أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة حرم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وإلى مكّة حرم اللَّه تعالى ، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرّة، وهي أيضاً أكبر مصائب الإسلام وخرومه ، لأنّ أفاضل المسلمين وبقيّة الصحابة وخيار المسلمين من جلّة التابعين ، قتلوا جهراً ظلماً في الحرب، وصَبْراً، وجالت الخيل في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وراثت وبالت في الروضة بين القبر والمنبر ، ولم تصلّ الجماعة في مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله ولا كان فيه أحدٌ ، حاشا سعيد بن المسيّب ، ولولا شهادة عمرو بن عثمان ومروان بن الحكم عند مجرم بن عقبة المري «بأنّه مجنونٌ» لقتله .
وأكره الناس على أن يبايعوا يزيد بن معاوية على أنّهم عبيدٌ له ، إن شاء باع ، وإن شاء أعتق !
وذكر له بعضهم البيعة على حكم القرآن وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فأمر بقتله ، فضرب عنقه صبراً .

1.سير أعلام النبلاء : (۴ / ۷ - ۳۸)

2.سير أعلام (۴ / ۳۷)

الصفحه من 88