وهتك مسرفٌ أو مجرمٌ الإسلام هتكاً ، وأنهب المدينة ثلاثاً ، واستخفّ بأصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومدّت الأيدي إليهم ، وانتُهبتْ دورهم .
وانتقل هؤلاء إلى مكّة شرّفها اللَّه تعالى فحوصرتْ ، ورمي البيت بحجارة المنجنيق ، تولّى ذلك الحصين بن نمير السكوني في جيوش أهل الشام .
وأخذ اللَّه يزيد أخذ عزيزٍ مقتدرٍ ، فمات بعد الحرّة بأقلّ من ثلاثة أشهر وأزيد من شهرين ، وانصرفت الجيوش عن مكّة ۱ .
أقول: قوله: «من أكبر مصائب الإسلام وخرومه» !.
أقول: حاشا الإسلام الدين الإلهيّ أن تكون فيه مصائب أو تكون له خروم !! وانما أصيب الإسلام والمسلمون من جرّاء الأميرية والأميريّون، التي شوّهوابها وجه التاريخ البشريّ
وذكر الذهبي ممّن خرج يوم الحرّة :
معقل بن سنان الأشجعي ، قال : له صحبةٌ ، ورواية ، حمل لواء أشجع يوم الفتح ، وكان بالكوفة ، فوفد على يزيد، فرأى منه اُموراً منكرة ، فسار إلى المدينة ، وخلع يزيد ، وكان من كبار أهل الحرّة ، اُسِرَ ، فذبِحَ صبراً يوم الحرّة رضى الله عنه وله نيف وسبعون ، قتل سنة (63) ۲ .
ومن كبار أهل الحرّة : عبداللَّه بن حنظلة الغسيل ، الأنصاري الأوسي المدني : قال الذهبي : من صغار الصحابة ، استشهد أبوه يوم اُحد فغسّلته الملائكة ، قد رأى النبي صلى الله عليه وآله يطوف بالبيت على ناقة .
وكان رأسَ الثائرين على يزيد نوبةَ الحرّة ، وفد في بنيهِ الثمانية على يزيد ، فأعطاهم مائتي ألف ، وخلعاً ، فلمّا رجع ، قال له كبراء المدينة : ما وراءِك ؟
1.جوامع السيرة ، لابن حزم (۳۵۷) عنه هامش سير أعلام النبلاء (۴ / ۷ - ۲۲۸)
2.سير أعلام النبلاء (۲ / ۵۷۶ - ۵۷۷)