قال : جئتُ من عند رجلٍ ، لو لم أجدْ إلّا بَنِيَّ لجاهدتُهُ بهم .
قالوا : إنّه أكرمك وأعطاك !
قال : وما قبلتُ إلّا لأتقوّى به عليه . وحضّ الناس ، فبايعوه ، ونفوا بني اُميّة .
فجهّز يزيد لهم جيشاً عليهم مسلم بن عقبة، ويُدعى مسرفاً، في اثني عشر ألفاً.
فكلّمه عبداللَّه بن جعفر في أهل المدينة ، فقال : دعني أشتفي ، لكنّي آمر مسلم ابن عقبة أن يتّخذ المدينة طريقه إلى مكّة ، فإن هم لم يُحاربوه وتركوه فيمضي لحرب ابن الزبير ، وإن حاربوه قاتلهم ، فإنّ نصر قَتَلَ وأنهب المدينة ثلاثاً ، ثمّ يمضي إلى ابن الزبير ۱ .
ونقل الذهبي عن الواقدي ، قال : لمّا وثب أهل الحرّة ، وأخرجوا بني اُميّة من المدينة ، بايعوا ابن الغسيل على الموت ، فقال : ياقوم ، واللَّه ما خرجنا حتّى خِفْنا أن نُرجَمَ من السماء ، رجلٌ ينكح الأُمّهات والأولاد ۲ والبنات ، والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ۳ .
ونقل الذهبي عن مالك بن أنس : قُتل يوم الحرّة من حَمَلَة القرآن سبع مائة .
قال الذهبي : قلتُ : فلمّا جرت هذه الكائنة اشتدّ بغض الناس ليزيد ، مع فعله بالحسين وآله ، ومع قلّة (!) دينه .
فخرج عليه أبو بلال مرداس بن اُميّة الحنظلي ، وخرج نافع بن الأزرق ، وخرج طواف السدوسي ، فما أمهله اللَّه ، وهلك بعد نيفٍ وسبعين يوماً ۴ .
1.سير أعلام النبلاء (۳ / ۳۲۱ - ۳۲۲)
2.كذا الصواب، وكان في المصدر: «أمّهات الأولاد» والتحريف واضح ، فإنّ نكاح «أُمّهات الأولاد» لاضير فيه ، إنّما الضير في نكاح «الأُمّهات» و «الأولاد» كسائر المحارم المذكورين بعد ، فالأولى بيزيد أن تكون العبارة كما أثبتنا ، فلاحظ
3.سير أعلام النبلاء : (۳ / ۳۲۴)
4.سير أعلام النبلاء : (۳ / ۳۲۵)