قال : أهل الشام ! ۱ .
أقول : وماذا عن الذي مهّد له هذا الإجرام بتسليطه على الحكم ؟ وهو أبوه معاوية ؟ وقد سبق !.
و ماذا عن الذي اُسّس ذلك عن علمٍ وعمدٍ وقصدٍ ، وهو المغيرة بن شعبة :
قال الذهبي : عن الحسن : أنّ المغيرة بن شعبة أشار على معاوية بيعة ابنه ، ففعل ، فقيل له : ما وراءك ؟ قال : وضعتُ رجل معاوية في غرزٍ لا يزال فيه إلى يوم القيامة .
قال الحسن: فمن أجل ذلك بايع هؤلاء أولادهم، ولولاذلك لكانت شُورى ۲ .
إذن ، فالمغيرة أساس انهدام دولة الإسلام والفساد الذي عرض على المسلمين من جرّاء هذا النظام ، وعلى عاتقه يقع كلّ ذلك الإجرام في طول تاريخ الإسلام ، ولكنّه ، معتمدٌ عليه عند الحَشْوِيَّة في معرفة الأحكام ، وتروى عنه أحاديث الإسلام ، وتزخر بمروّياته كتب القوم «الصحاح» بل بعضها يبداً بحديثه ، كصحيح مسلم وأبي داود !.
فكيف يؤمَنُ هذا المارد الداهية ؟ الذي أعان معاوية ، في نصب يزيد الطاغية ؟! على الحديث !؟
وكيف يوثَق به على الدين ؟ مَنْ يخون المسلمين في دُنياهم ؟!
يالِلَّهِ العَجَب ، من غَباء الحَشْوِيَّة أهل الحديث ؟ وعدم تنبّههم إلى ما في أعمالهم وأقوالهم من التناقضات ؟!
فيقول أحدهم: لاريب أنّ ولاة الأمر أوّل مسؤولٍ عن حفظ دين الرعيّة، وأخلاقهم ممّا يفسد الدين والأخلاق ويضرّ بالمسلمين ضرراً ظاهراً في
1.طبقات الحنابلة لأبي يعلى (۱ / ۳۴۷)
2.سير أعلام النبلاء (۴ / ۳۹)