الحشويّة الأميريّون - الصفحه 87

فهو من المؤيّدين لحكم يزيد وولايته ، والممهّدين لما قام به من إجرام .
فلماذا تسكتون عنه ؟ وتضعون الإثم كلّه على أهل الشام !؟

5 - ومنهم : الوليد بن يزيد الاُموي :

وهذه صورة بَشعة من حضوره لصلاة الجمعة وهو إمامُها ، وهي من أهمّ صلوات الإسلام :
كان الناس ينتظرون الفريضة ، فلمّا زالت الشمس أذّن المؤذّن، فآذنه بالصلاة ، فإذا أصوات الملاهي والمعازف والمزامير مقبلةٌ من مضربه نحونا ، فما راعنا إلّا به على هذا الذي يسمّيه اللعّابون : «الدار بازي» في فمه مزمارٌ ! حتّى أشرف علينا ، وهو يقول : «طُوطْ طُوطْ» ۱ .

6 - ومنهم : شمر بن ذي الجوشن الضبابي :

عن أبي إسحاق ، قال : كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلّي معنا الفجر ، ثم يقعد حتّى يصبح ، ثمّ يصلّي ، ثمّ يقول : اللهمّ إنّك شريف تحبّ الشرفاء ، وإنّك تعلم أنّي شريف! فاغفر لي ! ! .
قلت : كيف يغفراللَّه لك ، وقد خرجت إلى ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فأعنت على قتله ! ؟.
قال : ويحك ، فكيف نصنعُ ؟ إنّ اُمراءنا هؤلاء ، أمرونا بأمرٍ ، فلم نُخالفهم ، ولو خالفناهم كُنّا شرّاً من هذه الحُمُر الشقثات ۲۳ .
وعلّق الذهبيّ على كلام شمر، بقوله: إنّ هذا لعذرٌ قبيحٌ، فإنّما الطاعة

1.المحاسن والمساوي للبيهقي (ص ۴۷۲)

2.كذا في المصدر، وفي لسان الميزان: السقاة، وعن الطبعة الأولى: السقاء. ولعلّها مصحّفة: الكسعاة

3.الأشراف لابن أبي الدنيا (ص ۵۴) ح ۷۰ ، وانظر الكامل في الضعفاء لابن عدي (۴ / ۹۲) وميزان الاعتدال (۱ / ۴۴۹)

الصفحه من 88