في المعروف ۱ .
وهذا من أسوأ آثار الأميريّة، وشمر من أصدق أمثلة الأميريّين، حيث يقوم دعاتُها ورعاتُها على أكبر المعاصي والمخالفات بزعم الطاعة للأمراء العتاة، ولايعون أنّ في طاعة أولئك معصية اللَّه، وهو لايُطاع من حيث يُعصى .
7 - ومن عُتاتهم : الحجّاج بن يوسف الثقفيّ :
قال المقدسي : بلغ الحجّاج ثلاثاً وخمسين سنة ، وولي الحجاز والعراق عشرين سنة ، وكان قَتَلَ من الأشراف والرؤساء المذكورين «مائة ألف وعشرين ألفاً» صبراً ، سوى عوام الناس ، ومَن قُتل في معارك الحروب !.
وكان مات في حبسه خمسون ألف رجل ، وثلاثون ألف امرأة !.
فلمّا مات الحجّاج قالت امرأته هند بنت أسماء :
ألا ياأيّها الجسد المسجّى
لقد قرّتْ بمصرعك العيون
وكنتَ قرينَ شيطانٍ رجيمٍ
فلمّا مُتَّ سلّمك القرينُ۲
وكان حصين بن مالك أبو الحرّ بن الخشخاش ، عاملاً لعُمر على ميسان، وبقي حتّى أدرك الحجّاج ، فأُتي به ، فهَمَّ بقتله ، ثمّ قال : لاتطهّروهُ بالقتل ، ولكن اطرحوه في السجن حتّى يموت ! فحبسه حتّى مات ۳ .
وقال: واللَّه، لو أدركت عبد هذيل - يعني عبد اللَّه بن مسعود الصحابي - لضربتُ عنقه ۴ .
وموقفه من أنس بن مالك خادم النبيّ صلى الله عليه وآله حيث وسم على يده عبارة: «عَتيق
1.نقله في لسان الميزان (۳ / ۵۰۴) رقم ۴۱۵۵
2.البدء والتاريخ للمقدسي (۶ / ۴۰)
3.مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (۷ / ۸ - ۱۸۹)
4.الأشراف لابن أبي الدنيا(ص ۵۱ رقم ۶۳) .