يئسوا من القهر بالحشو والسفلة، وبالباعة والولاة الفسقة، وقلوبهم ممتلئة، ونفوسهم هائجة... !؟ ۱ .
وإن لم يستطيعوا فسيف التُّهم ، وسلاح الافتراء هو التوأم الآخر ، كما كان «لسان ابن حزمٍ وسيف الحجّاج» ۲ .
فالاتّهام بالرفض ، والاعتزال ، والمدرسة العقلائيّة ، وأمثال ذلك مُوَجَّهٌ ضدّ مَنْ يُناقش في أحاديث الحشو الآمرة باتّباع اُمراء الجور والظلم والفساد ، ومَنْ ينتقد تصرّفات معاوية ويزيد ومروان والوليد والحجّاج ، بالرغم من ثبوتها ووضوح فسادها .
لأنّ ذلك يتعارض ومبدأ «السمع والطاعة للسلطان»! الذي ما أنزل به الباري من سلطان !.
قال الشيخ القاسمي : ولا عبرة بنبز الاُمراء والملوك مَنْ ينقم عليهم سيرتهم بالألقاب ، والتاريخ شاهد عدل ۳ .
وكان السيوطي ممّن : لم يخالط الاُمراء والسلاطين وألّف كتاب «ذمّ زيارة الاُمراء» فتألّب عليه معاصروه من أقرانه ومنافسوه من العلماء ، وطعنوا في طباعه ومواهبه وعلمه ومؤلّفاته وتحاملوا عليه ، ورموه بما ليس فيه ۴ .
وإنّما كان يتّبع في ذلك سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله التي تثبت في الصحيح : «أبغض القُرّاء إلى اللَّه الذين يزورون الاُمراء» قال المحاربي : الجَوَرة ۵ .
والقُرّاء هم أهل العلم وطلبته .
1.نفي التشبيه، الرسائل الكلامية (ص ۲۰۸ - ۲۰۹)
2.وفيّات الأعيان لابن خلّكان (۳ / ۳۲۸)
3.تاريخ الجهمية والمعتزلة (ص ۱۸ - ) مؤسسة الرسالة ط۳ عام ۱۴۰۵ه
4.تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (ص ۸)
5.سنن ابن ماجه (۱ / ۹۴) رقم ۲۵۶