الحشويّة الأميريّون - الصفحه 94

على السواء في ذلك الدول المتوالية باسم الخلافة حتّى آل اُميّة وبني العبّاس ، والعثمانيين، وسواء في ذلك من مَلَكَ أوتَخَلَّفَ، من العرب والأتراك والفرس والأقباط ، سوى قلّة ممّن حكم في فتراتٍ، وفي أصقاع وأمارات، ومع ذلك فقد اُثيرت في وجوه هذه القلّة البلايا والفتن ،
وأمّا الطغاة والظلمة فلم تواجههم الحَشْوِيَّة إلّا بالسمع والطاعة .
وقد أدّى كلّ ذلك إلى اسوداد وجه التاريخ الإسلامي بالمظالم الشنيعة، وبالتخلّف والفساد والجهل، حتّى عصرنا الحاضر الذي يتحكّم في بلاد المسلمين ثلّةٌ من الحكّام البعيدين عن كلّ معاني الخير ، فلا معرفة بالدين ، ولا أصالة في حسب ونسب ، ولا تدبير في الاُمور ، ولا إخلاص في العمل للوطن والشعب .
بل لا نجد فيهم من يخلو عن خيانةٍ وجنايةٍ إلى حدّ الخضوع للأجانب والانصياع لأوامرهم والسير على أهوائهم؛ حفاظاً على الكراسي .
مع اقتران ذلك بالضغط على الشعوب المسلمة بالسجن والقتل والإبادة والتشريد والطرد والتهجير ، والحَشْوِيَّة «لايَنْبِسُون بِبِنْتِ شفة» عملاً بما التزموه من السمع والطاعة للسلطان .
ومن المعلوم أنّ الاستمرار على هذه السيرة المشؤومة، أدّى بالمسلمين - و حتّى غيرهم! - إلى اليأس من الإسلام، وما يرتجون منه من عدلٍ وسلامٍ وأمانٍ ، وما يؤمّلونه في ظلّ الحكومات باسم الإسلام من حياةٍ حرّةٍ كريمةٍ .
ويكفي هذا أدلّ دليلٍ على بطلان ما يلتزمه الحَشْوِيَّة من الأميريّة الممقوتة والباطلة . كفى اللَّه الإسلام والمسلمين شرّهم وردّ كيدهم إلى نحورهم .

الصفحه من 88