القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - الصفحه 100

(2) خطط أعداء الإسلام

أمّا أعداء الإسلام فقد خطّطوا لهدم إيمان المسلمين وإضعاف عقيدتهم في صدق القرآن أي في حقّانيّة الإسلام ، فاستغلوا الأوضاع السائدة في جامعة المسلمين في أوائل عصور الإسلام لصالح مرادهم ، حيث وجدوا فيها سوقاً رائجةً للأحاديث المزوّرة والروايات المختلَقة ، فعمدوا إلى ذلك، واختلقوا مئاتٍ واُلوفاً من الروايات تستهدف المسّ بقدس القرآن وتشويه سمعته بافتراءات منوّعة :
تارةً : بأنّ القرآن قد سقط منه كثير .
أو أنّ الكاتب بدّل لفظاً بآخر، بسبب النعاس .
أو أنّ فيه لحناً أي أغلاطاً صرفيّة ونحويّة .
يقولون مثل هذا في حقّ كتابٍ عجز فصحاء العرب عن الإتيان بمثل سورة منه ! ! .
والهدف الوحيد من جميع هذه المفترَيات هو إضلال المسلمين ليتزلزل إيمانهم بالقرآن ككتابٍ منزلٍ من اللَّه سبحانه وتعالى، بواسطة الروح الأمين إلى النبيّ الصادق الأمين ، ( هُدَىً للناس وبيّناتٍ من الهُدَى والفُرْقانِ ) .
ولاريبَ أنّ محتويات هذه الروايات الموضوعة تناقض - تماماً- ما يعتقده المسلمون - العامّة والشيعة - حول القرآن ، كما يقول رئيس المحدّثين الشيخ أبو جعفر الصدوق رحمه الله في كتابه «الاعتقادات» :
قال : اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزل اللَّه تعالى على نبيّه محمّد ، ما بين الدفّتين ، وهو ما بأيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك ، ومن ينسب إلينا أنّا نقول : «إنّه أكثر من ذلك» فهو كاذبٌ ۱ .
ونجد مثل هذا الإعلان الصريح في كتب الفقهاء والمحدّثين والمفسّرين

1.كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق (المتوفّى ۳۸۱) طهران ۱۳۷۰ : ص ۶۳

الصفحه من 122