الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ¹ .
فانظروا إلى التأكيدات الثلاث في الجملة الثانية : ( وإنّا له لحافظون) :
أداة التأكيد في «إنّ» ولام التأكيد في «لحافظون» و الجملة الاسميّة الدالّة على الاستمرار .
وكذلك كان الرسول الكريم صلى الله عليه وآله شديد الاهتمام بكتابة القرآن وجمعه في صورة كتابٍ ، كما بيّنه المحقّقون من علماء الشيعة .
وكذلك تدلّ الشواهد الداخليّة والخارجيّة على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله - حينما ارتحل إلى الرفيق الأعلى ترك قرآناً مدوّناً في كتابٍ بأيدي المسلمين .
أمّا الشهادةُ الداخليّة:
فنجد في القرآن نفسه يشير - في ما لايقلّ من اثنين وخمسين آية - إلى القرآن باسم : «الكتاب» أوّلها : ( ذلك الكتابُ لاريبَ فيه ) .

وأمّا الشهادات الخارجيّة :

فأوّلاً : الحديث المشهور المتّفق عليه بين الفريقين المعروف بحديث الثقلين - الذي يوجد في العشرات من مجاميع الأحاديث السنيّة والشيعيّة بعبارات شتّى مع وحدة المعنى ، منه : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : قال النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خُمّ : «وإنّي تاركٌ فيكم الثقلين أوّلهما كتاب اللَّه؛ فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به»
فحثّ على كتاب اللَّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : «وأهل بيتي؛ أُذكّركم اللَّه في أهل بيتي ، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي ، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي» ^۲ .