القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - الصفحه 99

وهناك آثار تذكر : «كتاب اللَّه وسنّتي» ۱ وفقرة «كتاب اللَّه» موجودة فيها - أيضاً - بدون أدنى تفاوتٍ في هذا التعبير .
وهذا يدلّ على وجود «كتاب اللَّه» بأيدي المسلمين في أواخر حياة النبيّ صلى الله عليه وآله .
لأنّ هذه الخطبة ألقاها النبيّ صلى الله عليه وآله حوالي شهرين ونصف قبل وفاته .
وثانياً : أنّه صلى الله عليه وآله أياماً قلائل قبل رحيله أراد أن يكتب الوصيّة ، لئلّا يضلّ المسلمون بعده ، فقال : «هلمّ أكتب لكم كتاباً لاتضلّون بعده. فقال عمر : إنّ رسول اللَّه قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبُنا كتاب اللَّه» ۲ .
فإلى أيّ كتابٍ يشير عمر حينما يقول : «وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللَّه» إنْ لم يكن كتاب اللَّه مرتّباً موجوداً بأيدي المسلمين ؟
والقول بأنّ لفظ : «الكتاب» في القرآن ، وفي الخطبة ، وفي حديث الثقلين، وفي كلام عمر؛ يشير إلى ما كان مكتوباً على قطعات الخشب والأحجار والأكتاف من الآيات والسور ، بعيدٌ غاية البعد .
فإنّ لفظ «الكتاب» ظاهرٌ في ما كان له وجودٌ واحدٌ جَمعيّ ، ولايطلق على المكتوب إذا كان مجزّءاً غير مجتمع ، فضلاً عمّا إذا لم يكتب ، وكان محفوظاً في الصدور فقط ۳ .

1.لاحظ كتاب: تدوين السنّة الشريغة (ص ۱۲۳ه)

2.صحيح مسلم : بيروت (الطبعة الاُولى) ۱۳۷۵ / ۱۹۵۵ ج ۳ ص ۱۲۹۵ ، والبخاري ذكر هذا الحديث في خمسة مواضع - انظروا صحيح البخاري (القاهرة ۱۹۵۸) ج ۱ كتاب العلم ، باب كتابة العلم ص ۳۹ ج ۶ باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر ص ۱۱ - ۱۲ ، ج ۷ كتاب الطب باب قول المريض قوموا عنّي ص ۱۵۵ - ۱۵۶ ، ج ۹ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة باب كراهية الخلاف ص ۱۳۷

3.البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي طاب ثراه ، الكويت ۱۹۷۹ / ۱۳۹۹ : ص ۳۲۱

الصفحه من 122