الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت - الصفحه 276

وبمناسبة صدور الطبعة الثانية ، فإنّي اُقدّم تلك المقدّمة كاملة ، مع حديث آخر قصير عن «الرابطة بين الإماميّة والزيديّة في المجال الثقافيّ ، والمراودة العلميّة ، في سبيل إحياء مذهب أهل البيت :» فنقول :
(1)
الفرق الشيعيّة المعروفة ، الخالدة ۱ حتّى يومنا هذا ، هي : الإماميّة الاثناعشرية ، والزيديّة الجارودية ۲ والإسماعيليّة .
وهي - كغيرها من الفرق الإسلاميّة - لم تُبرُز متميّزةً عن بعضها بوضوح ، إلّا بعد القرن الثالث ، ودخول القرن الرابع الهجري ، حيث تميّز المذهب الإماميّ بالغيبة عام (329ه) .
وأمّا الزيديّة والإسماعيليّة فالتزموا بأئمّةٍ حاضرين؛ إمّا ظاهرين ، أو مختفين ، وانفردت الإماميّة بالالتزام بالإمام الغائب عن الأنظار ، تبعاً للنصوص التي تظافرتْ وأخبرتْ عن وقوع غيبته ، وأكّدتْ على ذلك ۳ .
والالتزام بغيبة الإمام ، يقتضي بوضوح نفي الإمامة عمّن يدّعيها من الحاضرين ، فكان هذا بداية الابتعاد والافتراق بين الإماميّة والزيديّة ، والدخول

1.أمّا الفرق البائدة - وهي غير هذه - فلا وجود لها إلّا في بطون كتب المقالات والفرق ، وعدم وجودها دليل على زيفها ، وإن كُنّا نشكّ في أصل وجود كثير منها بالمعنى العلمي للفرقة ، بل كثير منها انتماءات قَبَلية ومحلّية ، أو أنبازٌ وأسماء ابتدعها الأعداء ليشوّهوا سمعة أعلام المذهب المخالف

2.خصّصناها بالذكر ، لأنّ غيرها من فرق الزيدية بائدة منبوذة من القرون الاُولى كالبترية - الذين كانوا يصحّحون خلافة غير أهل البيت ، ولذلك ذكر لي أحد أعلام الزيدية المعاصرين بالحرف الواحد : «مَن لم يكن جارودياً فليس بزيدي»

3.راجع كتب الغيبة : الإمامة والتبصرة من الحيرة ، لوالد الصدوق (ت ۳۲۹ه) وإكمال الدين للصدوق (ت ۳۸۱ه) والغيبة ، للنعماني ، وللمفيد ، وللمرتضى ، وللطوسي رحمهم الله

الصفحه من 319