الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت - الصفحه 279

(2)
ويتبلور عدم التمييز بين الإماميّة والزيديّة الجاروديّة ، في عصر حضور الأئمّة : من المواقف الرائعة المعهودة من أئمّة أهل البيت : تجاه حركة زيد الشهيد ، ومواقفهم من الزيديّة الذين كانوا معه .
ففي «العقد الثمين» للمنصور باللَّه ، عبداللَّه بن حمزة عن «المحيط بالإمامة» ما نصّه: روى الناصر؛ الحسن بن عليّ عليه السلام بإسناده إلى عبدالرحمن بن سيّابة ، قال: دفع أبو عبداللَّه ، جعفر بن محمّد عليهما السلام إليّ ألف دينار ، وأمرني أنْ أقسّمها في عيال من اُصيب مع زيد بن عليّ عليهما السلام فقسّمتها ، فأصاب عبداللَّه بن زبير الرسّان أربعة دنانير ۱ .
وهذه الرواية - التي نقلها الزيدية ،وردت في المصادر الإماميّة:
فقد الكشّي ، قال : إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الختلي ، قال: حدّثني أحمد ابن إدريس القمّي ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ، نحوه ۲ .
ويظهر من كون الراوي هو «عبدالرحمن بن سيّابة» ورواية «ابن أبي عمير» عنه أنّ أصل هذه الرواية حديث إماميّ ، وأنّ الناصر الأطروش أخذها من الإماميّة .
وهناك روايةٌ إماميّة اُخرى نقلها الإمام الشيخ المفيد (ت 413ه) قال في خروج زيد واستشهاده عليه السلام: ولمّا قتل ، بلغ ذلك من أبي عبداللَّه عليه السلام كلّ مبلغ ، وحزن له حزناً عظيماً: حتّى بان عليه ، وفرّق من ماله على عيال من اُصيب معه من أصحابه ألف دينار ، روى ذلك أبو خالد الواسطي ، قال: سلّم إليّ

1.العقد الثمين (ص ۱۴۷)

2.اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ص ۳۳۸ رقم ۶۲۲ ترجمة الفضيل الرسّان

الصفحه من 319