الطريق إلي استخراج كتاب مفقود لابن بطريق - الصفحه 189

وقال: وسألني صديقُنا عليّ ابن البطريق، عن هذه القصّة، فقال:
ما بالَهُ (يعني الإمام أمير المؤمنين عليه السلام) عفا عن الخارجيّ، وقد طعن فيه بالكفر، وأنكر على الأشعث قوله: «هذهِ عليكَ لا لَكَ»! فقال عليه السلام: «ما يُدريك - عليك لعنةُ اللَّهُ - ما عَلَيَّ مِمّا لِيَ ؟! حائكُ ابنُ حائكٍ، مُنافقُ ابنُ كافرٍ»!.
وما واجهه به الخارجيُّ أفظعُ ممّا واجهه الأشعثُ ؟!
فقلتُ: لا أدري.
قال: لأنّ كلّ صاحب فضيلةٍ يعظمُ عليه أنْ يُطعنَ في فضيلته تلك، ويُدّعى عليه أنّه فيها ناقصٌ، وكان عليٌّ عليه السلام بيتَ العلمِ، فلمّا طعنَ فيه الأشعثُ؛ طَعَنَ بِ«أنّك لاتدري ما عليك ممّا لك» فشقَّ ذلك عليه عليه السلام، وامتعضَ منه، وجبَهَهُ ولعنهُ.
وأمّا الخارجيُّ؛ فلم يطعنْ في علمه، بل أثبتهُ له، واعترفَ به، وتعجّبَ منه، فقال: «قاتله اللَّهُ كافراً ما أفقهه!».
فاغتفرَعليه السلام له لفظة «كافر» بما اعترفَ له به من عُلُوّ طبقته في الفقه، ولم يخشنْ عليه خشونَتَهُ على الأشعث، وكان قد مَرَنَ على سماع قول الخوارج: «أنتَ كافر، وقد كفرتَ» يعنُون التحكيم، فلم يحفلْ بتلك اللفظة، ونهى أصحابه عن قتله، مُحافظةً ورِعايةً له على ما مدحه به ۱ .

2 - محمّد بن يحيى :

قال السيّد الصدر في «تأسيس الشيعة»: آلُ البِطريق: بيتٌ جليلٌ بالحلّة، من الشيعة الإماميّة، بيتُ علمٍ وفضلٍ وأدبٍ، اشتهر منهم صاحبُ الترجمة، وابناه: عليّ بن يحيى ، و محمّد بن يحيى ۲ .

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (۲۰/۶۳)

2.تأسيس الشيعة ص ۱۳

الصفحه من 227