الطريق إلي استخراج كتاب مفقود لابن بطريق - الصفحه 206

ثمّ أخرج جملة من الأحاديث المؤيّدة لذلك عن الأئمّة الحفاظ ومن صحاحهم ومسانيدهم المعتبرة ۱ .
(3) والكنجي الشافعي - بعد ردّه للفظ المذكور، بعدم ثبوت روايته - قال : وإن صَحّ؛ فمَعناه: «واسم أبيه اسم أبي»: الحسين عليه السلام وكُنْيَتُه أبو عبداللَّه، فجعَل الكُنْيَة اسماً كناية عنه أنّه مِن وُلد الحُسَين دون الحسَن.
ويحتمل أنّه قال: «اسم أبيه اسم ابني» أي الحسن، ووالد المَهْدِيّ اسمُهُ الحسن، فيكون الراوي قد توهّم قوله: ابني، فصحّفه فقال: أبي، فوجب حَمْلُه على هذا جمعاً بين الروايات ۲ .
(4) وقال ابن الصبّاغ المالكيّ في الجواب:
لابدّ قبل الشروع في تفصيل الجَواب من بيان أمرَين يُبنى عليهما الغَرض:
الأوّل: أنّه سائغ شائع ۳ في لسان العَرَب، إطلاقُ لَفظةِ (الأب) على الجَدّ الأعلى ، وقد نَطَق القرآن الكريم بذلك فقال اللَّهُ: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) (الحج ۲۲: ۷۸ ) وقال تعالى حكايةً عن يوسف عليه السلام: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَاءى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ) (يوسف ۱۲: ۳۸) ونَطَق بذلك النبيّ صلى الله عليه وآله وحكاه عن جَبْرَئيل عليه السلام في حديث الإسراء أنّه قال: قلتُ: مَن هذا؟ قال: أبوك إبراهيم.
فُعلِم أنّ لفظة (أب) تُطلَق على الجَدّ وإن عَلا، فهذا أحَدُ الأمرَين.
الأمر الثاني: أنّ لفظة (الاسم) تُطلَق على الكُنْيَة وعلى الصفة، وقد استعَملها الفُصَحاء، ودارت بها ألسِنَتُهم، ووردت في الأحاديث حتّى ذَكَرها الإمامان البُخاري ومسلم، كلّ واحدٍ منهما يرفع ذلك بسنَده إلى سهل بن سَعد الساعدي رضى الله عنه أنّه قال عن عليّ عليه السلام: «واللَّهِ،إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سَمّاه بأبي تُراب،

1.البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: ۴۸۲

2.من كشف الغمة

3.صحيح البخاري ۵: ۸۸/۱۹۹، صحيح مسلم ۴: ۱۸۷۴/۲۴۰۹

الصفحه من 227