الطريق إلي استخراج كتاب مفقود لابن بطريق - الصفحه 207

ولم يكن له اسمٌ أحَبّ إليه منه» ۱ . فاُطلِق لفظة (الاسم) على الكُنْيَة.
ومثل ذلك قول الشاعر:

أُجِلُّ قَدْرَكِ أنْ تُسْمَيْ مُؤبَّنَةً
ومَنْ كَنَاكِ فَقَدْ سَمَّاكِ لِلْعرَبِ۲

ويروى : ومَن يَصِفْك ۳ . فأطلق التسمية على الكِناية أو الصفة، وهذا شائعٌ ذائعٌ في كلام العَرَب.
فإذا وضَح ما ذكرنا من الأمرين، فاعلم -أيّدك اللَّهُ بتوفيقه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان له سِبْطان: أبو محمّد الحَسَن، وأبو عبداللَّه الحُسَين عليهما السلام ولمّا كان الحُجّة الخَلَفُ الصالح عليه السلام من وُلد أبي عبداللَّه الحُسَين، ولم يكن من وُلد أبي محمّد الحَسَن، وكانت كُنَيةُ الحُسين: أبا عبداللَّه، فأطْلَق النبيّ صلى الله عليه وآله على الكُنْيَة لَفْظَةَ (الاسم) لأجل المُقابلة بالاسم في حقّ أبيه، وأطلق على الجَدّ لفظة (الأب) فكأنّه عليه السلام قال: «يُواطى ءُ اسمُه اسمي» فأنّا محمّدٌ وهو محمّدٌ، «وكُنيةُ جدّه اسمَ أبي» إذ هو «أبو عبداللَّه» وأبي «عبداللَّه» لتكون تِلك الألفاظ المختصرة جامعةً لتعريف صِفاته، وإعلام أنّه من أبي عبداللَّه الحُسَين، بطريقٍ جامعٍ موجَزٍ.
فحينئذٍ تنتَظِم الصفات، وتوجد بأسرها مجتَمِعةً للحُجّة الخلف الصالح محمّدعليه السلام.
قال ابن الصبّاغ: هذابيانٌ شافٍ كافٍ في إزالةِ ذلك الإشكال، فافْهَمْه ۴ .
(5) وعلّق المؤلّف ابن البطريق على أمثال هذه الجملة، بقوله: قال يحيى بن

1.كشف الغمة (۲/۳۳۶) عن مطالب السؤول

2.البيت من قصيدة لأبي الطيّب المتنبّي في رثاء أُخت سيف الدولة. المؤبّنة: من التأبين وهو رثاء الميّت، وتُسْمَيْ: أي: تُعرفي. ديوان المتنبي (۲/۸۶) وخزانة الأدب (۶/۴۴۸)

3.كذا في رواية الديوان والبغدادي في خزانة الأدب

4.في العمدة (ص ۴۶۴) رقم ۷۴۸ عن الجمع بين الصحاح الستّة

الصفحه من 227